دراسة: مستويات البحار ترتفع بوتيرة متسارعة

Waves crash against the sea front in Wimereux as strong winds battered northern France, February 7, 2016. REUTERS/Pascal Rossignol
مستويات البحار ارتفعت عالميا بنحو 14 سنتمترا خلال الفترة بين عامي 1900 و2000 (رويترز)
قال باحثون إن منسوب مياه محيطات العالم يرتفع بأسرع وتيرة له منذ 2800 عام، وإن هذا الارتفاع قد يصل 130 سنتمترا بحلول نهاية هذا القرن إذا استمر استخدام الوقود الأحفوري بكثافة.

وبحسب الدراسة التي قادتها جامعة روتجرز الأميركية ونشرت في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم، فإن مستويات البحار ارتفعت على الصعيد العالمي 14 سنتمترا خلال الفترة من عام 1900 إلى عام 2000.

وتؤكد الدراسة أنه في غياب الاحتباس الحراري، فإن التغير في مستوى مياه البحر كان ليكون أقل بكثير، وكان سيتراوح بين انخفاض بمقدار ثلاثة سنتمترات في القرن الأخير، وارتفاع بنحو سبعة سنتمترات.

وقال كبير معدي الدراسة روبرت كوب، وهو أستاذ مشارك في قسم جامعة روتجرز في علوم الأرض والكواكب، "إن ارتفاع المياه خلال القرن العشرين كان استثنائيا مقارنة مع الثلاثة آلاف عام الماضية، وإن الارتفاع على مدى العقدين الماضيين كان مع ذلك أسرع".

كما توقعت الدراسة أن يرتفع مستوى مياه البحار في العالم 50 إلى 130 سنتمترا في القرن الـ21 إذا استمر العالم في الاعتماد بشكل كبير على الوقود الأحفوري، وأنه حتى لو نفد الوقود الأحفوري، فإنه من المحتمل أن ترتفع مياه البحار ما بين 24 و60 سنتمترا بحلول نهاية القرن.

ويقول العلماء إن الكوكب حساس للغاية للتغيرات الطفيفة في درجات الحرارة، مع كون متوسط الحرارة العالمي اليوم يزيد بنحو درجة مئوية واحدة عما كان عليه في القرن التاسع عشر.

ويؤكد المؤلف المشارك في الدراسة ستيفان رامستورف، من معهد بوتسدام لبحوث تأثير المناخ، أن مستويات مياه البحار لم ترتفع مطلقا خلال الألف سنة الماضية بقدر السرعة التي فعلتها خلال القرن الماضي.

وأضاف أن البيانات الجديدة لمستوى المياه تؤكد مجددا كيف أن عصر الاحتباس الحراري الحديث غير عادي نتيجة انبعاث غازات الدفيئة، وهي تظهر أن أحد أكثر الآثار خطورة لظاهرة الاحتباس، وهو ارتفاع منسوب المياه، يجري على قدم وساق.

واستندت الدراسة إلى قاعدة بيانات تضمنت سجلات من 24 موقعا حول العالم و66 سجلا لحالات المدر والجزر على مدى ثلاثمئة عام ماضية، وقادت الدراسة جامعة روتجرز، بمشاركة باحثين من جامعة هارفارد، ومعهد وودز هول لعلوم المحيطات، ومعهد بوتسدام لبحوث تأثير المناخ بألمانيا.

يشار إلى أن تقريرا آخر أصدرته أمس الاثنين منظمة "كلايمت سنترال" وجد أنه من دون الاحتباس الحراري لم تكن لتحدث نحو نصف الثمانية آلاف فيضان ساحلي التي أصابت الولايات المتحدة منذ عام 1950.

المصدر : الفرنسية