لقاء ترمب بقادة شركات التقنية.. وتتبع المسلمين

US President-elect Donald Trump (3-R) attends a meeting of technology chiefs in the Trump Organization conference room at Trump Tower in New York, New York, USA, 14 December 2016.
ترمب دعا إلى أن يكون عقد مثل هذا الاجتماع مع شركات التقنية منتظما بصفة ربع سنوية (الأوروبية)

رماح الدلقموني

قبل نحو أسبوعين نشرنا استطلاعا لموقع "ذي إنترسيبت" الأميركي كان من أبرز نتائجه أن جميع شركات التقنية الكبرى المشاركة أبدت تحفظها في الرد على سؤال ما إن كانت ستتعاون مع إدارة الرئيس المقبل دونالد ترمب في المساعدة على بناء سجل لتتبع المسلمين، باستثناء شركة واحدة رفضت هذا الأمر بصراحة وهي تويتر، الأمر الذي أعطى انطباعا بأن تلك الشركات وعلى رأسها غوغل وأبل وفيسبوك على استعداد للتعاون في هذا الأمر إن طُلب منها ذلك.

وبعد هذا الاستطلاع بأيام وجه مسؤولون في إدارة ترمب دعوات إلى قادة كبرى شركات التقنية للقاء الرئيس المنتخب في برجه في نيويورك، وتداولت التوقعات أن اللقاء سيكون تأنيبا وتعنيفا لتلك الشركات بسبب موقفها من انتخاب ترمب خلال فترة الانتخابات، وأنه سيطلب منها المساعدة في بناء سجل لتتبع المسلمين، ونتيجة لذلك توقع تقرير لموقع "غيزمودو" المعني بشؤون التقنية أن لا يحضر كل المدعويين هذا اللقاء.

الآن وبعد مضي يومين على الاجتماع الذي جرى الأربعاء الماضي، تبين أن جميع المدعويين حضروا اللقاء وهم: ساتيا ناديلا وبراد سميث (مايكروسوفت) وجيف بيزوس (أمازون) ولاري بيغ وإريك شميدت (ألفابت الشركة الأم لغوغل) وشيريل ساندبيرغ (فيسبوك) وتيم كوك (أبل) وإيلون ماسك (تسلا) وغيني روميتي (آي بي أم) وسافرا كاتز (أوراكل) وتشك روبينز (سيسكو) وأليكس كارب (بالانتير) وبريان كرازنيتش (إنتل).

وبحسب صحيفة غارديان فإن الصفة المشتركة بين كل أباطرة التقنية هؤلاء هي "بغضهم العميق" لترمب، لكن عندما تم استدعاؤهم لهذه القمة هرعوا جميعهم للمشاركة.

وترى الصحيفة أن عوامل عديدة وراء ذلك، أولها "الخوف المطلق" من ترمب الذي لم يكن يخفي استياءه من شركات التقنية، فعلى سبيل المثال انتقد ترمب أبل في عدم رضوخها لطلب مكتب التحقيقات الفدرالي بفك قفل هاتف آيفون الذي امتلكه أحد منفذي هجوم سان برناردينو، ولتصنيعها آيفون في الصين بدلا من الولايات المتحدة.

وإلى جانب خشيتها انتقاد وتعنيف ترمب، فإن تلك الشركات تخشى أيضا -بحسب الصحيفة- إلغاء عقودها السخية مع الحكومة الأميركية التي تقدر بمليارات الدولارات، إلى جانب "الطمع" فيما يمكن أن تحققه من صفقات مجزية في ظل إدارة ترمب.

‪ترمب يتحدث مع رئيسة شركة
‪ترمب يتحدث مع رئيسة شركة "أوراكل" سافرا كاتز التي تتوسط رئيس شركة "تسلا" إيلون ماسك‬ (يسار) (الأوروبية)

بلا جدول أعمال
لم يمتلك اجتماع ترمب بقادة التقنية جدول أعمال رسميا، لكنه ركز بشكل رئيسي على القضايا الاقتصادية بما في ذلك خلق فرص عمل وتخفيض الضرائب والرسوم الجمركية مع الصين. وأشار البيان الصادر بعد الاجتماع إلى اقتراح ترمب إعادة عقد مثل هذا اللقاء إذا أمكن كل ربع عام.

وغابت شركة تويتر عن هذا الاجتماع، وبحسب المتحدث باسم ترمب فإنه لم يتم توجيه دعوة لتويتر لحضور الاجتماع لأنها شركة صغيرة جدا، الأمر الذي فاجأ العديد من صناع التكنولوجيا، وذلك بسبب استخدام المنصة من قبل ترمب بشكل كبير خلال حملته الانتخابية ومكانتها العالمية.

وقد يربط البعض بين عدم دعوة تويتر وبين رفضها -في الاستطلاع المذكور أعلاه- المساعدة في بناء سجل للمسلمين، لكن المفارقة أن موقع "بزفيد نيوز" الإخباري أجرى استطلاعا بعد الاجتماع شمل معظم شركات التقنية السابقة، وجاء فيه أن أبل وغوغل وأوبر أكدت بوضوح موقفها الرافض لمساعدة ترمب في بناء سجل للمسلمين، في حين رفضت شركة أوراكل التعليق.

وقال متحدث باسم غوغل لموقع بزفيد نيوز "فيما يتعلق بفرضية ما إذا كنا سنساعد في بناء سجل للمسلمين، فإنه لم يُطلب منا ذلك، وبالطبع فإننا لن نفعل ذلك"، وأضاف "إننا سعداء -من كل ما قرأناه- أن مثل هذا المقترح لم يكن مطروحا على الطاولة".

يذكر أنه في وقت سابق الأسبوع الماضي وقع أكثر من 1300 موظف من شركات التقنية الكبرى تعهدا بعدم المساعدة أبدا في بناء سجل للمسلمين، وضمت قائمة الموقعين عشرات الموظفين من غوغل و13 موظفا من آي بي أم، وعشرة موظفين من أبل وخمسة موظفين من أمازون، وأربعة موظفين من أوبر، وموظفا واحدا من أواركل.

المصدر : مواقع إلكترونية