دراسة: التماسيح ليست "حفريات حية"

A crocodile opens its mouth as it lies on a mud bank at a farm owned by the Rosenthal family in San Manuel Cortes, northern Honduras, Wednesday, Nov. 4, 2015. Thousands of crocodiles on the private farm have been poorly fed because of a lack of resources, according to authorities and employees at the property, after the bank accounts of the owners were seized during a probe into accusations they were operating a money laundering network linked to drug trafficking. Farm employees said the animals went without food for more than a month, but were finally fed over the weekend thanks to donations. (AP Photo/Fernando Antonio)
التماسيح ليست راكدة من حيث التطور كما يعتقد البعض وإنما تطورت كثيرا على مدى العصور الماضية (أسوشيتد برس)

ربما بدت التماسيح قديمة جدا، وقد يعود ذلك لمظهر عينيها أو جلدها وأسنانها التي تذكرنا بعصر الزواحف، لكن مهما كان سبب هذا الاعتقاد فقد أظهر علم المتحجرات دون شك أن هذه "الأركوصورات" بعيدة كل البعد عن كونها "حفريات حية" كما يرغب البعض بتصورها.

وتوضح عالمة الحفريات جوليا مولنار وزملاؤها في دراستهم أن "السلالة المؤدية إلى التمساحيات الحديثة شهدت تغيرات تطورية كبيرة في الشكل والبيئة والتنقل على مدى أكثر من مئتي مليون عام الماضية".

وأضافت أنه ربما كان صحيحا أن التماسيح من حيث كونها "مفترسات شبه مائية تنصب الكمائن" من سلالة أو أخرى كانت موجودة منذ العصر الجوارسي (قبل 201 إلى 145 مليون سنة)، فإن التركيز على هذه الحيوانات البرمائية الآكلة للحوم يعمينا عن رؤية مجموعة أوسع من فصيلة "كروكوديلومورفا" التي جاءت وذهبت خلال الـ245 مليون سنة الماضية.

وكروكوديلومورفا هي الرتبة العليا لمجموعة من "الأركوصورات" التي تضم التماسيح وأقاربها المنقرضة من فئة الزواحف الفقارية.

وقال الباحثون في الدراسة إنه كانت هناك حيوانات "بيبسكويكس" الأرضية التي كانت تجري على أطراف أصابعها، والتماسيح التي أمضت معظم حياتها في البحر، والوحوش بحجم أربعين قدما، إلى جانب أنواع أخرى.

‪تمساح الغريال أو الجافيال هو أحد أنواع التماسيح الموجودة حاليا‬ (الأوروبية)
‪تمساح الغريال أو الجافيال هو أحد أنواع التماسيح الموجودة حاليا‬ (الأوروبية)

واليوم هناك أنواع من التماسيح مثل "كروكودايل"، و"اليغيتور"، و"غريال" التي تعيش بطرق ذات تنوع مدهش، فهي ماهرة بالسباحة ويمكنها سحب بطونها على الأرض أو دفع نفسها في "طريق مرتفع"، كما أن بإمكان التماسيح الصغيرة أن تعدو بسرعة.

ولمعرفة إن كانت هذه القدرات قد انتقلت إليها من عائلتها الأكبر عبر التاريخ الطويل صنع الباحثون نماذج افتراضية لخمسة تماسيح منقرضة لمعرفة كيف تتماشى مرونة جذعها مع نمط حياتها، ومقارنتها بتجارب انحناء الجذع على تماسيح من الأنواع الحية.

وقد تبين لهم أن التماسيح لم تكن في حالة ركود تطوري منذ ظهرت في العصر الترياسي (قبل 250 إلى 200 مليون سنة)، وأن الأنواع التي نراها حولنا اليوم هي مجرد شظية مما كان موجودا، وهي مخلوقات متخصصة بحد ذاتها أكثر من كونها تواصلت من أعماق العصر الموسوزيكي "عصر الزواحف" الذي يمتد من 252 إلى 55 مليون سنة.

المصدر : مواقع إلكترونية