هل يمكن أن نرى "الحاضر" في الفضاء؟

A handout photo provided by the National Aeronautics and Space Administration (NASA) on 06 June 2014 of a new Hubble image showing NGC 1566, a galaxy located some 40 million light-years away in the constellation of Dorado (The Dolphinfish). In the image's descrption NASA said: NGC 1566 is an intermediate spiral galaxy, meaning that while it does not have a well defined bar-shaped region of stars at its centre - like barred spirals - it is not quite an unbarred spiral either (heic9902o). The small but extremely bright nucleus of NGC 1566 is clearly visible in this image, a telltale sign of its membership of the Seyfert class of galaxies. The centres of such galaxies are very active and luminous, emitting strong bursts of radiation and potentially harbouring supermassive black holes that are many millions of times the mass of the Sun. NGC 1566 is not just any Seyfert galaxy; it is the second brightest Seyfert galaxy known. It is also the brightest and most dominant member of the Dorado Group, a loose concentration of galaxies that together comprise one of the richest galaxy groups of the southern hemisphere. This image highlights the beauty and awe-inspiring nature of this unique galaxy group, with NGC 1566 glittering and glowing, its bright nucleus framed by swirling and symmetrical lavender arms. This image was taken by Hubble's Wide Field Camera 3 (WFC3) in the near-infrared part of the spectrum. A version of the image was entered into the Hubble's Hidden Treasures image processing competition by Flickr user Det58. EPA/NASA/ESA/Hubble / HANDOUT
علماء الفلك يبحثون حاضر النجوم البعيدة بدراسة نظائرها في مجرتنا أو المجرات القريبة (الأوروبية)

تطرح إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) على موقعها الإلكتروني الرسمي قسما خاصا يحمل اسم "اسألنا"، تجيب فيه عن الأسئلة الأكثر شيوعا المتعلقة بالفضاء وفيزيائه، وقد اخترنا لكم اليوم إجابة ناسا عن سؤال قد يجول في بال الكثيرين.

يقول السؤال: بما أن الأجسام التي نراها في الفضاء يمكن أن تكون على بعد مئات السنوات الضوئية، فنحن نرى "ماضي" كل جسم منها، فهل هناك طريقة تتيح لنا معرفة "حاضر" الأجسام التي تبعد عنا مئات السنوات الضوئية؟ وكيف يمكن أن نعرف أن الأجسام التي نراها في الفضاء لا تزال موجودة في الوقت الحاضر؟ وإذا لم تعد موجودة وما نراه هو ماضيها، فما هو تأثير ذلك على الكرة الأرضية وحياتنا؟

يجيب عن هذه الأسئلة أستاذ الفيزياء في ناسا نيك ستيرلنغ فيقول إن الإجابة المختصرة هي أننا لا يمكن أن نرى ما تبدو عليه هذه الأجسام فعليا في الحاضر، حيث إننا مقيدون بالمعلومات التي يمكننا قياسها والتي تحملها الفوتونات (الضوء)، وهذه الفوتونات لا يمكنها الانتقال بشكل أسرع من سرعة الضوء البالغة نحو ثلاثمئة ألف كيلومتر في الثانية.

ويضيف أنه من ناحية أخرى، يمكن للفلكيين البحث في الكون القريب للعثور على نظائر النجوم أو المجرات البعيدة جدا. على سبيل المثال، فإن درب التبانة محاط بهالة من النجوم القديمة جدا والتي تعاني من نقص في المعادن (أي عنصر أثقل من الهيليوم في مفهوم الفلك)، بالنسبة إلى الشمس، وهذه النجوم في معظمها قديمة جدا، ومنخفضة الكتلة، وقد تكون شبيهة بالنجوم التي تشكلت في المجرات البعيدة.

ومن أجل العثور على نظائر للنجوم الضخمة البعيدة جدا، يمكن لعلماء الفلك البحث في المجرات "القزمة" القريبة، والتي تشهد تشكل النجوم وتعاني من نقص في المعادن، فهذه المجرات تضم نجوما ضخمة لا توجد في الهالة المذكورة، (فنتيجة لقصر دورة حياتها، تكون النجوم ذات الهالة الضخمة قد أنهت منذ فترة طويلة حياتها على شكل سوبرنوفا).

أما الأجسام الأخرى فلا تملك نظائر واضحة في الكون القريب (مثل النجوم الزائفة أو انفجارات أشعة غاما)، ومن أجل هذه الأنواع من الأجسام، على علماء الفلك مقارنة رصدهم الحاضر (الكون القريب) مع ذلك من الماضي (الكون البعيد)، وبناء نماذج حاسوبية اعتمادا على معرفتهم بالفيزياء للاستدلال على تطور ومصير هذه الأجسام.

ويؤكد ستيرلنغ أن الفترة الفاصلة بين ما نراه من الأرض وبين ما يحدث في المجرات البعيدة هو نعمة ونقمة في الوقت ذاته، فمن جهة، تتيح هذه الفترة الزمنية الفاصلة للعلماء دراسة ما كان عليه الكون عندما كان أصغر بكثير، أي ما يمكن وصفه "بنافذة على الماضي"، ومن جهة أخرى، فإننا لن نرى كيف ستتطور فعليا هذه المجرات ونجومها، ويجب أن نعتمد على المحاكاة الحاسوبية ونظائرها القريبة لفك تشفير مصيرها.

المصدر : مواقع إلكترونية