مساعٍ علمية للتنبؤ بموعد ظهور الأضواء القطبية

يعكف باحثون بمركز البحوث القطبية في معهد الأرصاد الجوية الفنلندية على تطوير وسائل لمعرفة مواعيد ظهور الأضواء القطبية التي تظهر بالمناطق الباردة في شمالي الكرة الأرضية وجنوبيها، وابتكروا لذلك نظام خدمة مناخية فضائية تستخدم نظم التنبيه بالكاميرات والحقول المغناطيسية وأجهزة الانذار في الفضاء لمراقبة نشاط الأضواء القطبية.

وتعرف الأضواء القطبية أيضا باسم الشفق القطبي، وهي مزيج من الألوان الخلابة التي تتشكل في سماء القطبين الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية، وتعرف أيضا باسم الفجر القطبي، وعند الدول الإسكندنافية باسم "أوروا بورياليس" وهو اسم مشتق من أوروا آلهة الفجر عند الرومان والريح الشمالية بورياليس عند الإغريق.

وسبب تلك الأضواء هو جسيمات مشحونة عالية السرعة آتية من الشمس يعترضها المجال المغناطيسي للأرض ويمنع معظمها من دخول المجال الجوي، لكن جزءا منها يتجه نحو القطبين المغناطيسيين، وهناك تصطدم بذرات الأكسجين والهيدروجين وبجزيئات النيتروجين للتحول بالتالي إلى طاقة وصور لونية.

ويعني هذا أن المجال المغناطيسي للأرض يحمي الكائنات الحية من تلك الجسيمات الضارة -التي يطلق عليها أيضا اسم "ريح الشمس"- ويحولها إلى القطبين غير المأهولين لتتحول هناك إلى تراكيب مختلفة تولد الألوان، ويوضح الباحثون أن الضوء الأحمر والأخضر ناجمان عن اصطدام الجسيمات بغاز الأكسجين، أما الأزرق والبنفسجي فناجمان عن غاز النيتروجين.

وتقول باحثة بمعهد الأرصاد الجوية الفنلندي "إذا أردت التنبؤ بموعد ظهور الأضواء القطبية فيجب أن تنظر للشمس فهي مصدر طاقتها". ولهذا يعكف الخبراء حاليا على رصد النشاط الشمسي والانفجارات الشمسية واتجاهها، على أمل التوصل لتوقعات دقيقة عن وقت ظهور الأضواء القطبية.

وتوضح كيرستي كوريستي بأن أهم القياسات تأتي من القمر الصناعي، وإذا ما تمكن الباحثون من استخدام هذه القياسات فسيصبح بإمكانهم التنبؤ بحدوث الأضواء القطبية قبل ساعة من موعدها.

المصدر : الجزيرة