ذوبان غرب القطب الجنوبي يفوق التوقعات

(FILES) Picture shows giant tabular icebergs surrounded by ice floe drift in Vincennes Bay in the Australian Antarctic Territory on January 11, 2008. Plans to create two vast ocean sanctuaries in Antarctica to protect the pristine wilderness failed on November 1, 2013 for a third time with Russia and China blocking the bids, green groups and sources said. AFP PHOTO/FILES/Torsten BLACKWOOD
ذوبان القطب الجنوبي سيتسبب برفع مستوى مياه البحار بنحو 1.2 متر (الفرنسية-أرشيف)

أكد علماء أمس الاثنين أن أنهارا جليدية هائلة في غرب القطب الجنوبي بدأت عملية ذوبان لا يمكن وقفها نتيجة تأثير الاحتباس الحراري، مما يهدد برفع مستوى مياه البحار بشكل يفوق التوقعات السابقة بهذا الشأن.

واستنادا إلى تقرير اعتمد في جانب منه على قياسات الأقمار الصناعية للفترة الواقعة بين عامي 1992 و2011 فإن ستة أنهار جليدية، تذوب من أسفلها نتيجة مياه البحر الدافئة المحيطة بالقارة المتجمدة، بدأت بالجريان السريع صوب بحر أموندسن في غرب القارة القطبية الجنوبية.

وأوضح قائد فريق البحث في جامعة كاليفورنيا إريك ريغنوت أن الأدلة تظهر أن قطاعا كبيرا من طبقة جليد غرب القطب الجنوبي دخلت "حالة اللا تراجع"، وهذا ما أكدته كذلك مختبرات وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) في مدينة باسدينا في ولاية كاليفورنيا التي أظهرت أن الذوبان يحدث بصورة أسرع مما توقعها العلماء.

وأضاف ريغنوت أن النهايات الساحلية لتلك الأنهار الجليدية ترتكز على طبقة تقع تحت مستوى سطح البحر وهي تحمل كما هائلا من الجليد بشكل يجعلها معرضة للذوبان، مشبها العملية بزجاجة ممتلئة مائلة وبمجرد نزع سدادتها سينسكب ما فيها.

وسيساهم هذا الجانب من القطب الجنوبي بشكل رئيسي في ارتفاع مستوى مياه البحر خلال العقود والقرون المقبلة وذلك لأن الأنهار الجليدية تضم ما يكفي من الجليد لرفع مستوى مياه البحر بنحو 1.2 متر.

ولكن مع ذلك يرى ريغنوت أن خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، لكبح جماح الاحتباس الحراري، يمكن أن يساهم على الأقل في إبطاء جريان أنهار "باين آيلاند" و"ثوايتس" و"هاينز" و"بوب" و"سميث" و"كوهلر"، وجميعها أنهار جليدية في القطب الجنوبي.

وأكد أن عملية الذوبان مرتبطة بالاحترار المناخي، مشيرا إلى أن العلماء يعتقدون أن تزايد الغازات الدفيئة التي تسبب بها الانسان في الغلاف الجوي أثر على أنماط الرياح حول القطب الجنوبي ودفع بالمياه الدافئة نحو القارة متسببة بدورها في تآكل قاعدة الجليد.

وتعني هذه الدراسة الأخيرة -التي ستنشر في مجلة "جيوفيزيكال ريسرتش ليترز"- أن السيناريو الذي وضعته اللجنة الدولية الحكومية المعنية بتغير المناخ (آي بي سي سي) بشأن ارتفاع مستوى مياه البحر منخفض جدا. وكانت تلك اللجنة قالت العام الماضي إن مستوى مياه البحر مرجح أن يرتفع بين 26 إلى 82 سنتمترا مع نهاية القرن الواحد والعشرين.

ووعدت نحو مائتي حكومة بإبرام اتفاقية للأمم المتحدة بحلول نهاية 2015 للحد من زيادة انبعاث الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض والتي يصنعها الإنسان وتقول اللجنة الدولية السابقة إنها ستؤدي إلى مزيد من الجفاف وموجات الحر وهطول الأمطار وارتفاع منسوب مياه البحر.

وفي المعظم تتركز المخاوف في ارتفاع منسوب مياه البحار الذي يمكن أن يُغرق مناطق منخفضة تمتد من شنغهاي إلى فلوريدا.

وتعادل مساحة القارة القطبية الجنوبية الولايات المتحدة والمكسيك معا، وهي تحتوي على كميات من الجليد تكفي لرفع منسوب مياه البحار نحو 57 مترا إذا ذابت كلها.

المصدر : وكالات