آلي نصفه إنسان لافتتاح مونديال البرازيل

ابتكر باحثون دوليون أرجلا يتم التحكم فيها عبر الدماغ، وهي موجهة للأشخاص المصابين بالشلل، وسيعرض الابتكار في افتتاح نهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل أمام أكثر من 65 ألف متفرج، حيث سيتم اختيار شاب مشلول ليدخل الملعب مستعينا بتلك الأرجل الآلية ليرمي الكرة إيذانا ببدء المونديال.

ولا تعود فكرة الإنسان الآلي إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بل إلى فريق علمي دولي يتكون من باحثين مختصين في الجهاز العصبي ومن مهندسي الآلات، نجحوا في صناعة بذلة آلية يتم التحكم فيها عبر الدماغ، في إطار مشروع بدأ العمل فيه منذ عام 2008 ويحمل اسم "القدرة على المشي مجددا".

ويشير الباحث غودرون شينغ من الجامعة التقنية بمدينة ميونيخ -وهو أحد أبرز المشاركين في المشروع- إلى أن من شأن هذا المشروع مساعدة الكثير من الناس العاجزين عن الحركة على استعادة قدرتهم على المشي والحركة بمفردهم، مضيفا أنه "شعور رائع أن تعرف أن عملنا الشاق هذا سيساعد الناس المصابين بالشلل".

حين انطلقت الأبحاث عام 2008 استعان فريق الخبراء بدماغ قردة من جامعة دوكة بالولايات المتحدة الأميركية، أما الأرجل الآلية فصنعت في أحد المختبرات باليابان.

وعن ذلك يقول شينغ إنهم توصلوا الآن إلى حقيقة أن الدماغ البيولوجي بإمكانه التحكم في أرجل آلية، مما "شكل اختراقة بالنسبة لسير مشروع"، ومنذ ذلك الوقت عكف شينغ وزملاؤه من باقي دول العالم على تطوير نموذج للاختراع.

من جهة أخرى، تمت في الجامعة التقنية بميونيخ تطوير أجهزة استشعار شبيهة بجلد الإنسان، تسمح ليس فقط بالتحكم في حركات الأرجل الآلية بل الشعور بحركاتها والتفاعل معها.

وتقوم أقطاب من دون خيوط يتم تثبيتها في الدماغ من استشعار موجات الدماغ ونقلها إلى الهيكل الآلي فتتولد الحركة، ومن ثم ستعمل هذه التذبذبات على أن يشعر الشاب -الذي سيعلن الانطلاقة الرسمية للمونديال- وكأن لديه أرجلا حقيقية تلمس الأرض، وهو ما سيسمح له بتحريكها وبرمي الكرة، وفق شينغ.

ويحظى هذ المشروع -إلى جانب جامعة ميونيخ التقنية، وجامعة دوكة الأميركية المتخصصة في علم الجينات- بدعم وزارة التعليم والتطوير العلمي السويسرية والمركز الدولي لأبحاث بيولوجيا الأعصاب في البرازيل، إضافة إلى عدد من الجامعات والمعاهد في أميركا وكندا.

ومن المنتظر أن يصل الهيكل الآلي إلى البرازيل في شهر فبراير/شباط الجاري، ومن ثمة سيخضع للفحص والبرمجة على أن يكون في شهر مايو/أيار المقبل جاهزا للاستعمال، حيث تجري الأبحاث على عشرة شبان مقعدين في مختبر بالعاصمة برازيليا ليتم اختيار أحدهم.