غزة.. تطبيق للهواتف الذكية يدعم لغة بريل

المشروع يمكن المكفوفين من الكتابة على الاجهزة الحديثة تماماً كالكتابة على الكيبورد الخاص بهم
التطبيق يتيح للمكفوفين كتابة النصوص وحذفها وتعديلها كما يمكنهم قراءة ما يكتبونه

أحمد عبد العال-غزة

تمكنت طالبات من كلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الإسلامية في غزة من تطوير تطبيق للهواتف الذكية يدعم الكتابة بلغة بريل لذوي الاحتياجات الخاصة من المكفوفين أطلقن عليه اسم "بريل برود"، فاز بمسابقة دولية عن تطبيقات الهواتف الذكية التي تحدث تغييرا.

والتطبيق عبارة عن لوحة مفاتيح تعتمد مبدأ الكتابة بلغة بريل للغة العربية بنفس مبدأ آلة "البيركنز"، وتمت برمجته للهواتف الذكية العاملة بنظام التشغيل "أندرويد"، ليستفيد منه المكفوفون.

وتقول الطالبة غدير أبو شعبان إن التطبيق الجديد مبرمج للاستخدام في أي موقع للكتابة في الأجهزة الذكية، حيث تظهر شاشة بديلة عن "الكيبورد" العادي تساعد المكفوفين على الكتابة بطريقة بريل.

وتوضح بأن المستخدم لا يحتاج إلا أن يكون لديه معرفة بطريقة بريل في الكتابة، مشيرة إلى أن تعلم البرنامج سهل ولا يحتاج مستخدمه إلا لخمس دقائق بعدها يكون قادرا على كتابة النصوص وحذفها بسهولة وأن يغير فيها كما يشاء بكل سهولة ويسر، كما يتيح التطبيق قراءة كل ما يكتبه.

غدير: التطبيق سهل الاستخدام لمن يعرف الكتابة بلغة بريل (الجزيرة)
غدير: التطبيق سهل الاستخدام لمن يعرف الكتابة بلغة بريل (الجزيرة)

دعم ومثابرة
وتشير غدير إلى أنها وزميلاتها تلقين دعماً معنويا من الطالبات المكفوفات في الجامعة الإسلامية اللواتي أبدين إعجابهن بالتطبيق وجربنه عمليا وسجلن بعض الملاحظات عليه والتي تم تعديلها بعد ذلك، لافتة إلى أنه يجري حاليا العمل على تطوير البرنامج ليخرج بشكل أكثر كفاءة.

بدورها قالت الطالبة نور الوادية في حديث للجزيرة نت -وهي إحدى المشاركات في المشروع- إن التطبيق الجديد يعد الأول من نوعه الذي يدعم اللغة العربية، الأمر الذي شكل دافعا ودعما للفريق الذي دشنه.

وأكدت أن التطبيقات الأخرى الموجودة حاليا تدعم فقط اللغة الإنجليزية وتحدد نقاطا ثابتة على الشاشة إلا أنهن تمكن من تجاوز ذلك رغم صعوبة الأمر.

كما واجه المشروع صعوبة أخرى -وفقا لنور- تمثلت في قراءة النص المكتوب، إذ كانت هذه الميزة غير متوفرة مجانا لكن تم التغلب عليها بحيث تتم قراءة النص دون الحاجة لاتصال الهاتف الذكي بالإنترنت.

وعن فكرة هذا المشروع تقول الطالبة إسراء الأشقر إنها ظهرت لإدراكهن حاجة المكفوفين لمثل هذا البرنامج، وأنهن بحثن عن فكرة تخدم المكفوفين إلى أن توصلن إلى هذا التطبيق "الذي شعر المكفوفون من خلاله بأنه سهّل عليهم عملية استخدام الهواتف الذكية".

الطالبات مبتكرات التطبيق أثناء تجربته (الجزيرة)
الطالبات مبتكرات التطبيق أثناء تجربته (الجزيرة)

تطبيق فائز
من جهتها قالت الطالبة آيات أبو نقيرة -المشاركة الأخرى بهذا المشروع- إن مشروع التطبيق فاز بمسابقة دولية تعقد على مستوى العالم من خلال مؤسسة "جائزة القمة العالمية للمحمول" (WSA-mobile)، اشترك فيها أكثر من 2500 شخص من أكثر من تسعين دولة في المرحلة الأولى، تمت تصفيتهم إلى 450 مشتركا في المرحلة الثانية.

وتضيف أنه في المرحلة الأخيرة من المسابقة تم اختيار أفضل أربعين مشروعا على مستوى العالم مقسمة إلى ثمانية محاور بعدد خمسة فائزين عن كل محور، وكان هناك ستون محكماً من خمسين دولة.

وأوضحت آيات للجزيرة نت، أن التصنيفات النهائية سيتم إعلانها في إمارة أبو ظبي بالإمارات خلال الأشهر القادمة، مشيرة إلى أن مشرعوهن هو الوحيد على مستوى فلسطين.

من جهته قال مشرف المشروع ونائب عميد كلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الإسلامية نبيل محمود حويحي إن المشروع جعل المكفوفين يشعرون بأنهم بالفعل مكون رئيسي في المجتمع وأنه يتم الاهتمام بهم كباقي شرائح المجتمع الأخرى وأنهم قادرون كغيرهم على استغلال التكنولوجيا في ممارسة حياتهم العادية وفي أعمالهم.

وتوقع حويحي أن يتقدم المشروع بخطى ثابتة من خلال الخريجات "اللواتي أثبتن أن الفتاة الفلسطينية قادرة على مواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي وأن تكون منافسة قوية للكثير من الأشخاص المؤهلين من الدول المتقدمة رغم الصعوبات وضيق العيش والحصار الاقتصادي".

المصدر : الجزيرة