فلسطيني يصمم جهازا لتصنيع أعلاف عضوية

محمد أبو مطر يشرح لزوار معرض لتشجيع المبدعين في الجامعة الإسلامية أهمية مشروعه
undefined

 

أحمد فياض-غزة
 
استثمر شاب فلسطيني اختصاصه في مجال تصميم اللوحات والأجهزة الإلكترونية لحل مشكلة ارتفاع أسعار الأعلاف وقلة مساحات الأراضي الزراعية وسوء الوضع المائي في قطاع غزة، ونجح في تصميم جهاز يُمكّن المزارعين الغزيين من الحصول على أعلاف خضراء ذات قيمة غذائية عالية وقليلة التكلفة وسهلة الإنتاج.

حلم البحث عن حلول للارتقاء بالواقع الزراعي الصعب في القطاع والوصول به إلى مصافي الدول المتقدمة، دفع محمد أبو مطر خريج هندسة الاتصالات الإلكترونية عام 2006 للعودة من جديد إلى مقاعد الدراسة الجامعية لدراسة علوم الأرض والبيئة، في مسعى لإيجاد البدائل الكفيلة بمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والمعيقات الزراعية التي تحيط  بالمزارعين هناك.

وتزامنا مع عودة محمد إلى الدراسة نجح في تصميم منظومة لتصنيع الأعلاف العضوية عبر استنبات الحبوب بكفاءة عالية أذهلت كثيرا من المختصين في هذا المجال.

ونجح الشاب الفلسطيني من خلال جهازه الذي أسماه "البلورة الخضراء" في الحصول على أعلاف عضوية مستنبتة آمنة وخالية من أي ملوثات كيميائية خلال سبعة أيام فقط من وضعها في المنظمومة.

ويؤكد مصمم الجهاز المعد لهذه الغاية أن الحبوب خلال فترة الأيام السبعة تتضاعف إلى عشرة أضعاف وزنها وتتضاعف معها القيمة الغذائية، وتتولد مكونات غذائية جديدة تفيد في تسمين وتقوية بنية الحيوانات عضوياً.

جهاز 
جهاز "البلورة الخضراء" ينتج أعلافا عضوية آمنة خالية من الملوثات (الجزيرة نت) 

أهمية المشروع
وأضاف أبو مطر الذي حظي مشروعه باهتمام لافت في عدد من المعارض التشجيعية المحلية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، أن أهمية البلورة الخضراء تتمثل في إنتاج أعلاف عضوية خلال مدة زمنية قصيرة وبوفرة كبيرة جداً.

وأوضح أن منظومة الجهاز التي تحتوي على حاضنة (خيمة) مساحتها 2.25م2 وارتفاعها متران، تنتج ما يعادل إنتاج فدان من الأرض الزراعية، مشيراً إلى أن المنظومة توفر الأعلاف يومياً وبشكل مستمر على مدار العام دون الحاجة إلى  مساحات زراعية واسعة أو التأثر بعوامل المناخ وتقلبات الطقس.

ويتكون الجهاز -حسب مصممه- من عدة وحدات هي عبارة عن منظومة متكاملة تتكون من عدة أجهزة كل منها يقوم بوظيفة محددة. وتعتبر الخيمة التي تحتضن الحبوب الوحدة الأكبر حجماً في المنظومة، وتضم بداخلها عدة أرفف لنثر الحبوب في أحدها يومياً وليتم حصادها بعد سبعة أيام.

وترتبط الخيمة بنظام ري آلي يروي المستنبتات بشكل منتظم حسب احتياجها للماء عبر وحدة التحكم والمراقبة التي من مهامها أيضاً التحكم بالإضاءة ونسبة الرطوبة اللازمة من خلال وحدة التكييف.

وللتغلب على مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في غزة وللتقليل من تكلفة الإنتاج على المزارع، ربط مصمم المشروع جهازه بنظام الطاقة الشمسية، بحيث لا ندخل تكلفة الطاقة ضمن تكاليف الإنتاج.

‪أبو مطر: تقنية استنبات الحبوب معروفة عالميا‬ (الجزيرة نت)
‪أبو مطر: تقنية استنبات الحبوب معروفة عالميا‬ (الجزيرة نت)

إشكالية خطيرة
ويؤكد أبو مطر في حديثه للجزيرة نت أن تقنية استنبات الحبوب تقنية معروفة في العالم ولكنها غير منتشرة، وقد حاول كثير من الأفراد والشركات في الدول المتقدمة استخدامها، ولكن سرعان ما يتوقفون بفعل إشكالية خطيرة ناجمة عن  ظهور ملوثات فطرية في الأعلاف المستنبتة تلحق أضرارا كبيرة بالماشية.

وأوضح أن ما ميز اختراعه أنه نجح في حل مشكلة الملوثات عبر إضافة جهاز لمنظومة الري يعمل على نفث غاز الأوكسجين المنشط لمياه الري ويقتل أي نمو للبكتيريا أو الفطريات قبل نموها وينشط عملية نمو المستنبتات.

وشدد أبو مطر على أن المنظومة روعي في تصميمها سهولة استخدامها وقلة تكلفتها بما يتيح استخدامها من قبل الفلاح البسيط، مشيراً إلى أن ما تنتجه يوفر على المزارع 50% من قيمة الأعلاف اللازمة لتربية ماشيته.

وحول ما إذا واجهته أي صعوبات في الحصول على القطع اللازمة لتصميم مشروعه، قال المهندس الشاب إنه في بداية المشروع واجه صعوبة في توفير بعض القطع الإلكترونية اللازمة، وهو ما اضطره لاستخراجها من أجهزة إلكترونية قديمة، كما اضطر للسفر إلى مصر لشراء لوازم أخرى.

المصدر : الجزيرة