أبل وسامسونغ.. هل الانفصال الودي ممكن؟

أبل وسامسونغ علاقات رغم الصراعات --- صورة لهاتفي غلاكسي أس3 وآيفون 5
undefined

ترى صحيفة غارديان البريطانية أن آخر أسوأ كابوس لرئيس أبل التنفيذي الراحل ستيف جوبز هو ظهور شركة تصنيع آسيوية قوية جدا، (وهي هنا شركة سامسونغ) تستخدم نظام التشغيل "أندرويد" الذي تطوره شركة غوغل لبناء هواتف ذكية وحواسيب لوحية تشبه إلى حد بعيد هاتف آيفون وحاسوب آيباد، وتبدأ تلك الشركة تقتطع حصتها في السوق من حصة أبل التي تهبط أسهمها وتتهدد سيادتها على عرش الإلكترونيات الاستهلاكية الأنيقة.

وكان لدى جوبز الرد على كل ذلك وهو شن حرب قانونية شعواء كان يصفها "بالقنبلة النووية الحرارية" التي تبقي على كل مقلدي أبل بعيدين عن الأسواق، لكن بعد مضي نحو سنتين على أول قضية رفعتها أبل ضد سامسونغ بتهمة انتهاك براءات اختراعها، وبعد ستة أشهر من كسب أبل انتصارا قانونيا كبيرا ضد منافستها الكورية الجنوبية، فإن فرص أبل في منع بيع منتجات سامسونغ تتضاءل يوما بعد يوم.

وفي الواقع فإن عددا من الأحكام القضائية الأخيرة تشير إلى أن حرب براءات الاختراع المتصلة بالهواتف الذكية تتجه نحو التسوية، وتحديدا بسبب عدم قدرة أبل إثبات أن مبيعاتها تضررت كثيرا عندما قلد منافسوها، وتحديدا سامسونغ، منتجاتها.

وهذا بدوره قد يشير إلى بداية مرحلة جديدة في العلاقة المعقدة بين الشركتين المهيمنتين على سوق الحوسبة المتنقلة المتنامي.

وتشير صحيفة غارديان إلى أن الرئيس التنفيذي الحالي لأبل تيم كوك كان يعارض في المقام الأول مقاضاة سامسونغ، وفقا لمصادر على إطلاع بهذا الشأن، ويعود ذلك في جانب كبير منه إلى دور سامسونغ الحيوي كمورد لمكونات هواتف أبل وأجهزة آيباد. ويقدر المحللون أن أبل اشترت من سامسونغ العام الماضي من المكونات ما تصل قيمته إلى ثمانية مليارات دولار.

في الوقت الذي تتنافس فيه الشركتان بضراوة في سوق الهواتف الذكية العالية المستوى -حيث يسيطران معا على نصف المبيعات وتقريبا كافة الأرباح- فإن قوتهما وضعفهما يتكاملان في نواح عديدة

تنافس وتكامل
في المقابل فإن سامسونغ استفادت بشكل كبير من فرصة الاطلاع على السوق التي سنحت لها نتيجة علاقتها بأبل، وكذلك من إنتاج هواتف ذكية وحواسيب لوحية تحاكي ما تنتجه أبل إلى حد كبير.

وفي الوقت الذي تتنافس فيه الشركتان بضراوة في سوق الهواتف الذكية العالية المستوى -حيث يسيطران معا على نصف المبيعات وتقريبا كافة الأرباح- فإن قوتهما وضعفهما يتكاملان في نواح عديدة. وقد أخبر رئيس عمليات أبل جيف وليامس وكالة رويترز الشهر الماضي أن سامسونغ كانت شريكا مهما وكانت لديهما علاقة قوية على صعيد توريد المكونات، لكنه امتنع عن تقديم مزيد من التوضيح.

وبينما توشك أن تضع حربهما القانونية أوزارها، بات يزداد وضوحا أن أبل وسامسونغ لديهما الكثير من الاهتمامات المشتركة، حيث يعملان على صد منافسين محتملين آخرين مثل شركة بلاك بيري أو مايكروسوفت.

وترى الصحيفة أن نتائج المنافسات التاريخية الأخرى في صناعة التكنولوجيا أمر جلي، فعندما اتهمت أبل منافستها مايكروسوفت في ثمانينيات القرن الماضي باستنساخ نظام التشغيل ماكنتوش لصنع نظام ويندوز، كان مصير أبل على المحك وقد خسرت وأصبح نظام ماك منتجا محدودا، وأوشكت الشركة على الانقراض قبل أن يعود إليها جوبز أواخر عام 1996 وينقذها بتطوير آيبود وآيفون.

ونفس الشيء يقال عن حرب متصفحات الإنترنت أواخر تسعينيات القرن الماضي والتي اندلعت بين شركتي مايكروسوفت ونتسكايب، وانتهت بتصفية الشركة الأخيرة وبيعها بثمن بخس لشركة "أميركا أون لاين" (AOL) وأُهمل منتجها الرئيسي (رغم أنه صعد لاحقا على شكل متصفح مجاني يدعى فايرفوكس، والذي استطاع أن يلتهم جزءا كبيرا من حصة متصفح مايكروسوفت وفتح المجال لمتصفح غوغل كروم).

لكن أبل وسامسونغ، من جهة أخرى، لا يخوضان مباراة موت بين شركتيهما، فهي منافسة متعددة الطبقات تتبدل بالتناوب بينهما وتتميز بالودية وبصعوبة الفوز بها. وبالنسبة لمنافسين آخرين مثل نوكيا وسوني وبلاك بيري وأتش تي سي وحتى غوغل، التي يتوقع أن تطرح شركة موتورولا المملوكة لها هاتفا ذكيا جديدا أواخر هذا العام، فإن أبل وسامسونغ يشكلان ثنائيا مفزعا.

المصدر : غارديان