جليد ألفي عام على قمة إيفرست يذوب في 25 عاما فقط

كشف فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة ماين الأميركية بالتعاون مع عدة بعثات شاركت بها مؤسسة "ناشونال جيوغرافيك" (National Geographic) أن أعلى نهر جليدي في قمة إيفرست الأعلى في العالم قد فقد في 25 عاما فقط حوالي ألفي عام من تراكم الجليد، بسبب التغير المناخي.

الجليد يختفي

ووفق الدراسة الجديدة التي نشرت في دورية "إن بي جيه كلايمت آند أتموسفيريك ساينس" (NPJ Climate and Atmospheric Science) التابعة لمؤسسة "نيتشر" (Nature) العالمية في الثالث من فبراير/شباط الجاري، فقد استخدم هذا الفريق بيانات تم استخلاصها من كتلة جليدية بطول 10 أمتار توجد في أعلى نهر جليدي بمنطقة "الشعب الجنوبي" (outh Col) أعلى قمة إيفرست.

إلى جانب ذلك، استخدم الفريق نتائج من اثنتين من محطات الطقس التي تعد الأعلى في العالم، حيث أُنشئت الأولى على ارتفاع 8430 مترا والثانية على ارتفاع 7945 مترا أعلى قمة إيفرست، بالإضافة التصوير المساحي وصور الأقمار الصناعية، وسجلات أخرى.

وقدرت الدراسة معدلات الترقق المعاصرة في الجليد بحوالي 2 متر من الماء سنويا (55 مترا في ربع قرن)، الأمر الذي أفقد الجبال الجليدية قدرتها على عكس الإشعاع الشمسي، وبالتالي تسامت كميات إضافية من الثلوج، أي تبخرت مباشرة بفعل تأثير الشمس.

ووفق الدراسة الجديدة، فإنه إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة تأتي الرطوبة النسبية والرياح القوية كأسباب مهمة لفقد الكثير من الثلوج في منطقة جبال إيفرست، للدرجة التي تجعل تسلقها أصعب يوما بعد يوم بسبب ظهور الصخور من أسفل الجليد.

التغير قادم

لكن الأهم من ذلك هو طبيعة هذه المنطقة التي تحتوي على أعلى نهر جليدي في إيفرست، حيث ظن العلماء لفترة طويلة أن ارتفاعها سيمنعها من التأثر بتبعات الاحترار العالمي، إلا أنه لم يفعل، ويشير ذلك إلى خطر كبير يهدد الأنهار الجليدية الأخرى حول العالم، فالمياه المخزنة في الأنهار الجليدية يعتمد عليها أكثر من مليار شخص لتوفير مياه الشرب والري.

وتتفق أكثر من 90% من الأعمال البحثية في هذا النطاق على أن التغير المناخي متعلق بتأثير الإنسان، الذي ينفث الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي من السيارات والطائرات ومصانع الطاقة، الأمر الذي يحبس حرارة الشمس داخل الأرض.

ويرى باحثو الدراسة في بيان رسمي نشرته جامعة ماين أن العالم مهدد بأزمات مائية كبيرة إذا استمرت تلك المشكلة بدون تدخل لخفض نفث الغازات الدفيئة، فتأثر هذه المنطقة من العالم بالتغير المناخي يعني أن كل الكوكب متأثر، ولا يوجد شبر واحد منه في أمان تام.