تنتقل بسرعة فائقة.. فريق علماء يكتشف طريقة الطيران الفريدة لأصغر أنواع الخنافس

اكتشف فريق من العلماء الروس أن نوعا من الخنافس التي لا يتجاوز طولها نصف مليمتر، تحرك أجنحتها بطريقة فريدة من نوعها مما يجعلها تطير بسرعة فائقة.

وفي تقرير نشرته صحيفة "لوموند" (Le Monde) الفرنسية، يقول الكاتب ناثانيال هيرزبرغ إن أنواع الحشرات المعروفة في العالم يبلغ 1.3 مليون، ويتم سنويا اكتشاف نحو 10 آلاف نوع جديد، والكثير من الحقائق المثيرة عن هذه الكائنات الصغيرة.

التجديف في الهواء

آخر تلك الاكتشافات جاءت ضمن دراسة أجراها فريق من العلماء من جامعة لومونوسوف موسكو، ونشرتها دورية "نيتشر" (Nature) المرموقة في 19 يناير/كانون الثاني الجاري.

توصل العلماء إلى أن نوعا من الخنافس من فصيلة الهبونيات (Ptinidae)، يقلّ حجمها عن نصف مليمتر، تطير بطريقة غريبة ومثيرة للإعجاب. يقول أليكسي بوليلوف مدير مختبر علم الحشرات بجامعة لومونوسوف، إن هذا النوع من الخنافس "يجدّف في الهواء. هذه الطريقة في الطيران تساعده على بلوغ سرعة استثنائية".

وكان الفريق قد نشر خلال السنوات الماضية عددا من المقالات التي تتضمن تفاصيل بيولوجية وتشريحية عن الخنفساء الرئيسية في هذه الفصيلة، المعروفة باسم "باراتوبوزا بلاشنتيس" (Paratuposa placentis)، ولا يتخطى طولها 0.4 مليمتر، لكنهم لم يرصدوا طريقة طيرانها.

يقول جيروم كاساس أستاذ علم البيئة بجامعة تور الفرنسية، والمتخصص في الحشرات -مشيدا بنتائج الدراسة الجديدة- "هذه المرة لدينا القصة كاملة، وهي جميلة حقا".

أجنحة مغطاة بالريش

منذ القرن التاسع عشر، اكتشف العلماء أن بعض الحشرات لها أجنحة من الريش بدلا من الغشاء الجلدي، وخلال العقود الماضية فهم الباحثون سبب وجود الأجنحة الريشية لدى هذا النوع من الحشرات.

يقول جيروم كاساس إن هذه الخنافس "بحجم أقل من مليمتر تطير في الهواء كما لو أنها في سائل لزج. مثل يدي السباح الذي لا يُغلق أصابعه، فإن الأجنحة ذات الشكل المشطي تعطيها كفاءة عالية، وهي أقل وزنا بكثير من الغشاء".

وتُظهر الصور العالية الدقة التي نُشرت ضمن الدراسة، أن الخنافس التي تم جمعها من فيتنام ووُضعت في غرفة شفافة، لها أجنحة خلفية ترسم شكل "8" أثناء الطيران. ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة سيرغي فاريسينكوف إن "اكتشاف هذا السر مفاجأة كبيرة بالنسبة لنا".

واكتشف العلماء أن الأجنحة تلامس أعلى وأسفل الجسم بطريقة غير مألوفة. وبفضل تقنيات النمذجة الدقيقة، تمكن الفريق من تحديد دور قوى الرفع وقوى السحب في طريقة طيران هذا النوع من الخنافس.

أسئلة إضافية

يضيف كاساس معلّقا على نقائص الدراسة، إن "اكتشاف طريقة طيران هذه الكائنات الصغيرة، وكيفية توجيه نفسها واتخاذ القرارات، أمر مثير للدهشة. إنها متطورة للغاية، أكثر بكثير مما كان يتصوره البعض عن الحشرات المجنحة. لكن في مواجهة العوامل الخارجية، عندما يكون هناك رياح، ماذا تفعل؟".

وبحسب الكاتب، فإن بوليلوف وفريقه المتخصص منذ 20 عاما في دراسة هذه الكائنات الصغيرة، سيحاول بكل تأكيد الإجابة عن هذا السؤال.