تداعيات جائحة كوفيد-19 تؤدي إلى تفاقم معدلات الجوع في العالم

الأسباب الأكثر شيوعا لقضايا الجوع الحاد هي الصراع والصدمات الاقتصادية، ومن بينها تلك الناجمة عن جائحة كوفيد-19 والمخاطر الطبيعية.

41 مليون إنسان معرضون للجوع أغلبهم في 23 نقطة ساخنة حول العالم (الأمم المتحدة)

حذر تقرير جديد صادر عن الأمم المتحدة من أن انعدام الأمن الغذائي الحاد على وشك الارتفاع في 23 بؤرة ساخنة حول العالم.

ونشرت اثنتان من هيئات الأمم المتحدة -منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي- التقرير/ النصيحة الأسبوع الماضي، محذرين من أن هذه النقاط الساخنة ستواجه نقصا حادا في الغذاء من الآن وحتى نوفمبر/تشرين الثاني القادم وسط عوائق شديدة أمام تدابير المساعدات الغذائية.

جاءت الإنذارات المبكرة للمنظمتين بشأن انعدام الأمن الغذائي الحاد نتيجة لازدياد ظاهرة انعدام الأمن الغذائي العالمي بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث خلص تقرير آخر للأمم المتحدة -نُشر في وقت سابق من هذا العام- إلى أن 155 مليون شخص يعانون نقص الغذاء في ظل الأزمة خلال عام 2020 (بزيادة قدرها 20 مليونا عن عام 2019).

التقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الغذاء العالمي في 30 يوليو/تموز الماضي (الجزيرة)

توقعات جديدة

تشير التوقعات الجديدة إلى أن أكثر من 41 مليون شخص في جميع أنحاء العالم معرضون الآن لخطر للمجاعة أو ظروف شبيهة بالمجاعة، حيث تمثل إثيوبيا ومدغشقر حالتين جديدتين تضافان إلى حالات التأهب القصوى، إضافة إلى جنوب السودان واليمن ونيجيريا، فجميعها ذات حالات إنذار عالية المستوى.

وبحسب التقرير -الذي تناوله البيان الصادر عن الأمم المتحدة بتاريخ 30 يوليو/تموز الماضي- إن تفاقم الوضع في إثيوبيا سببه النزاع المسلح الذي بدأ العام الماضي في إقليم تيغراي، في حين تشهد مدغشقر حاليا أسوأ موجة جفاف لها منذ 40 عاما، مما يهدد عشرات الآلاف من السكان بظروف المجاعة هذا العام.

وتشمل النقاط الساخنة الأخرى في القائمة أفغانستان وأنغولا وجمهورية أفريقيا الوسطى والساحل الأوسط وتشاد وكولومبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسلفادور إلى جانب هندوراس وغواتيمالا وهاييتي وكينيا ولبنان وموزمبيق وميانمار وسيراليون مع ليبيريا، والصومال وسوريا.

عُشر سكان العالم كانوا يعانون نقص التغذية خلال عام 2020 (الجزيرة)

تداعيات الجائحة

ذكرت الأمم المتحدة أن عام 2020 قد شهد تفاقما كبيرا في معدلات الجوع في العالم، ويُعزى ذلك بنسبة كبيرة إلى تداعيات جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19).

وبينما لم يتم تحديد تأثير الجائحة بالكامل بعد، يقدر التقرير العالمي الدوري بشأن أزمة الغذاء 2021 الذي شاركت في إعداده عدة وكالات، أن حوالي عُشر عدد سكان العالم -نحو 811 مليون شخص- كانوا يعانون نقص التغذية خلال العام الماضي.

ويشير الرقم إلى أن العالم سيحتاج إلى جهد كبير للوفاء بتعهده بالقضاء التام على الجوع بحلول عام 2030.

وكتب رؤساء وكالات الأمم المتحدة الخمس في مقدمة التقرير "لسوء الحظ، تواصل الجائحة الكشف عن نقاط الضعف في أنظمتنا الغذائية، التي تهدد حياة الناس وسبل كسب عيشهم في جميع أنحاء العالم".

ويعتبر هذا التقرير أول تقييم عالمي من نوعه يُجرى في زمن الجائحة، وقد تم نشره بالاشتراك بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية.

الأسباب الأكثر شيوعا لقضايا الجوع الحاد هي الصراع والصدمات الاقتصادية والظواهر الطبيعية (برنامج الغذاء العالمي)

مخاطر أخرى

وفي حين أن طبيعة أزمة الغذاء في كل بلد مختلفة، يقول باحثو الأمم المتحدة إن الأسباب الأكثر شيوعا لقضايا الجوع الحاد هي الصراع والصدمات الاقتصادية بما في ذلك تلك الناجمة عن جائحة كوفيد-19 والمخاطر الطبيعية.

ويقول المدير العام لمنظمة الفاو، شو دونيو، "حتى الآن، لا يزال الدعم المقدم للزراعة -بوصفها وسيلة أساسية لمنع انتشار المجاعة على نطاق واسع- يتجاهله المانحون إلى حد كبير. وبدون هذا الدعم للزراعة، ستستمر الاحتياجات الإنسانية في الارتفاع".

وبسبب الطبيعة المستمرة لهذه المشاكل، تتلقى البلدان المعرضة لانعدام الأمن الغذائي مجموعة متنوعة من برامج المساعدة الغذائية، لكن الأمم المتحدة تقول إن هذه المساعدات المنقذة للحياة تتعرض في كثير من الأحيان لخطر الانقطاع بسبب النزاع المسلح والحصار والعقبات البيروقراطية.

ويقول المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي "العائلات التي تعتمد على المساعدة الإنسانية للبقاء على قيد الحياة معلقة بخيط رفيع.. عندما لا نستطيع الوصول إليهم، يتم قطع ذلك الخيط، وتكون العواقب كارثية".

وحسب تقرير نشر بموقع "ساينس ألرت" (ScienceAlert)، من الضروري أن يقاوم العمل الإنساني المستهدف خطر الاستيلاء على هذه الخدمات الحيوية، أو أن المواقف التي تشمل مئات الآلاف من الأشخاص يمكن أن تتحول من أزمات إلى حالات طوارئ ثم إلى مجاعات صريحة.

المصدر : ساينس ألرت + مواقع إلكترونية