بسبب تغير المناخ.. الحرب العالمية المقبلة ستكون بين البشر والكائنات البرية

يمكن لتسليط الضوء على هذه النوعية من النزاعات أن يساعد على الحفاظ على حياة أعداد كبيرة من البشر، وعلى التنوع البيولوجي.

احتكاك الدببة السوداء بالإنسان والماشية في قارة أميركا الشمالية يتقلب مع دورتي النينيو والنينيا (بيكساباي)

جمعت بريانا أبراهام الأستاذة المساعدة في "جامعة واشنطن" (University of Washington) الأميركية الدلائل التي تقول إنه مع تصاعد معدلات تغير المناخ هناك فرص كبيرة جدا لنزاعات تنشأ بين البشر وسكان الحياة البرية من الحيوانات، وذلك ربما يتسبب في ضرر للطرفين، قد لا يكون متوقعا.

وذكرت الباحثة في مقال نُشر بدورية "ساينس" (Science) المرموقة وأعلنت جامعة واشنطن عنه في 29 يوليو/تموز الماضي في بيان صحفي، أنه يمكن لتسليط الضوء على هذه النوعية من النزاعات أن يساعد على الحفاظ على حياة أعداد كبيرة من البشر، وعلى التنوع البيولوجي.

موجة حرارة بحرية غير مسبوقة قبالة سواحل أميركا دفعت الحيتان إلى التحرك بعيدا عن مواطنها (غيتي)

الحيتان القافزة

وجمعت بريانا أبراهام الأستاذة بقسم علوم البيئة في جامعة واشنطن نماذج متنوعة للصراعات القائمة حاليا، التي تسببت في ضرر لأحد الطرفين، منها مثلا ما حدث في عامي 2015 و2016، إذ كان هناك ارتفاع كبير في عدد الحيتان المتشابكة في معدّات الصيد قبالة الساحل الغربي للولايات المتحدة.

والسبب في ذلك، حسب المقال البحثي، كان موجة حرارة بحرية غير مسبوقة قبالة سواحل أميركا دفعت الحيتان إلى التحرك بعيدا عن مواطن وجودها وتغيير توقيتات موسم صيد السلطعون الروتينية، وذلك أوقعها مع توقيت موسم الصيد الخاص بالبشر، فحدثت الكارثة.

مثال آخر جاء من تقرير صادر عن حكومة بوتسوانا، يرصد حدوث أكبر عدد من النزاعات بين الإنسان والحياة البرية المسجلة، بسبب الحيوانات آكلة اللحوم الكبيرة التي تتغذى على الماشية وقد تؤذي البشر، خلال الجفاف الشديد في عام 2018.

جمعت بريانا أبراهام أستاذة علوم البيئة نماذج متنوعة للصراعات بين البشر والحياة البرية (جامعة واشنطن)

جيشان يقتربان

من جانب آخر، حسب المقال البحثي، فإن الأمر لا يتعلق فقط بحوادث مناخية متطرفة مثل الموجات الحارة بل ظهر كنمط ثابت في بعض الأحيان، إذ أفادت بعض الدراسات بأن تواتر احتكاك الدببة السوداء بالإنسان والماشية، في بعض المناطق بقارة أميركا الشمالية، يتقلب مع دورتي النينيو والنينيا، وذلك يتعلق بتأثير تغير الحرارة في أحد المحيطات على الجو بمنطقة أخرى بعيدة.

ويتضح هذا أيضا في الهند، حيث أدى تغير المناخ على المدى الطويل إلى تقليل كمية الغطاء النباتي المفضل للأغنام الزرقاء، التي انتقلت إلى ارتفاعات منخفضة لتتغذى على المحاصيل البشرية، ليس ذلك فقط بل جذبت الأغنام الزرقاء معها نمور الثلج، فأفرز ذلك مشاكل إضافية.

وحسب المقال البحثي، فإن الأمر قد تعقّد في بعض الأحيان من حيث لا يدري أحد، ففي الولايات المتحدة أدى انفجار أعداد الغزلان في بعض المناطق إلى ارتفاع معدلات الإصابة بمرض لايم (الذي ينتقل بسبب الغزلان).

تغير المناخ على المدى الطويل أدّى إلى تقليل كمية الغطاء النباتي المفضل للأغنام الزرقاء (غيتي)

في كل الأحوال، فإنه عندما يكون هناك اتصال وثيق بين البشر والحياة البرية، وهو أمر متوقع مع ارتفاع معدلات التغير المناخي، فهناك فرص لانتقال الأمراض من الحيوانات إلى البشر، وكورونا المستجد هو خير مثال.

وترى أبراهام في مقالها البحثي أن علينا التحرك سريعا قبل تفاقم الأمر، وأن البحث في هذا النطاق قد يجنّبنا نحن البشر، أو يجنب البيئة كثيرا من المخاطر، فعلى سبيل المثال شرعت إدارة الأسماك والحياة البرية بولاية كاليفورنيا الأميركية في إيجاد حلول لتزامن موسم الصيد مع وجود الحيتان، ومن ثم توقفت المشكلة.

المصدر : مواقع إلكترونية