بعد 7 أشهر من النشاط.. بركان جبل إتنا الإيطالي يستمر في الارتفاع إلى طول غير مسبوق

البركان يقع ضمن 7 بؤر حددت دراسة حديثة أن الانفجارات الصغيرة فيها قد تتحول إلى كارثة تؤثر على الاقتصاد والحياة في العالم الذي ما زال يعاني من التداعيات الاقتصادية لكورونا. 

بركان جبل إتنا فوق جزيرة صقلية الإيطالية يستطيل بعد 6 أشهر من النشاط (غيتي إيميجز)

قالت وكالة مراقبة البراكين الإيطالية يوم الثلاثاء 10 أغسطس/آب الجاري إن فوهة البركان الواقعة في الجنوب الشرقي لجبل إتنا Mount Etna الإيطالي قد نمت في الارتفاع بعد 6 أشهر من النشاط، مما يجعل أعلى بركان نشط في أوروبا الأكثر ارتفاعا من أي وقت مضى.

رقم قياسي جديد

قال المعهد الوطني للجيوفيزياء وعلم البراكين INGV، ومقره مدينة كاتانيا الصقلية، إن الحفرة الأصغر والأكثر نشاطا في البركان الشهير ارتفعت إلى رقم قياسي جديد يبلغ 3357 مترا فوق مستوى سطح البحر.

وكتب المعهد في بيان صحفي "بفضل تحليل ومعالجة صور الأقمار الصناعية، أصبحت الحفرة الجنوبية الشرقية الآن أعلى بكثير من "أختها الكبرى" (الحفرة الشمالية الشرقية) التي كانت لمدة 40 عاما هي قمة إتنا بلا منازع".

وأضاف المعهد أن نحو 50 حلقة من الرماد والحمم البركانية المتساقطة من فوهة البركان منذ منتصف فبراير/شباط الماضي أدت إلى "تحول واضح في حدود البركان"، بأبعاده المحسوبة من خلال صور الأقمار الصناعية.

كانت فوهة إتنا الشمالية الشرقية قد وصلت إلى ارتفاع قياسي بلغ 3350 مترا في عام 1981، لكن انهيارا عند أطرافها قلل هذا الارتفاع إلى 3326 مترا، وتم تسجيله في عام 2018. وهو ما يعني أن الارتفاع الحالي للبركان يقارب 31 مترا أكثر مما كان عليه قبل 6 أشهر.

أدى ثوران بركان جبل إتنا إلى تلوث الشوارع وإبطاء حركة المرور وإتلاف المحاصيل (غيتي إيميجز)

ثوران مستمر منذ 7 أشهر

كانت الحفرة الجنوبية الشرقية للبركان تنفث الدخان والرماد منذ فبراير/شباط الماضي، ولكنها كانت تشكل خطرا ضئيلا على القرى المحيطة، وقدرت حكومة صقلية في يوليو/تموز الماضي أنه تمت إزالة ما يقارب من 300 ألف طن متري من الرماد حتى الآن. وكان الرماد مصدر إزعاج في المناطق المحيطة، فقد أدى إلى تلوث الشوارع وإبطاء حركة المرور وإتلاف المحاصيل.

ففي كاتانيا -على بعد ساعتين بالسيارة من البركان- قالت المتقاعدة تانيا كانيزارو فيما نقله موقع ساينس ألرت (Science Alert) إن جبل إتنا كان جميلا ومزعجا في آن، حيث يتساقط الرماد أحياناً "مثل المطر"، و"بحسب الريح، تصل قعقعة البركان إلى كاتانيا وتجعل النوافذ تهتز"، حيث يحول الرماد الشوارع والشرفات إلى اللون الأسود، مضيفة "لكن المشهد كان مبهرا أيضا، خاصة في المساء، عندما ترى هذا العامود الأحمر يتحرك".

ولكن يبدو أن نشاط البركان الأخير قد بدأ في يناير/كانون الثاني الماضي، حيث أظهر مقطع فيديو نشرته إيه بي سي نيوز (ABC News) في تدوينة على موقع تويتر في 19 يناير/كانون الثاني الماضي فيديو تم تصويره من على بعد أكثر من 22 كيلومترا يظهر اللحظة التي أطلق فيها جبل إتنا حمما فقاعية ورمادا ساخنا في شكل عمود ضخم من الدخان والحمم.

وكانت الحمم قد بدأت "تتسرب" من فوهة إتنا الجنوبية الشرقية باتجاه الشرق، وفقا لبوريس بينكه عالم البراكين من مرصد جبل إتنا بالمعهد الوطني (INGV) في كاتانيا، صقلية.

توهجت الحمم المنصهرة باللون الأحمر على الصخور الداكنة، وأمطرت قمة البركان شرارات مذهلة، وقد أصدرت السلطات الإيطالية حينها تحذيرا بشأن الرماد للمدن المحيطة، وتم العثور على مخلفات البركان في أماكن بعيدة مثل فليري، التي تقع على بعد 28.9 كيلومترا من البركان.

يذكر أن البركان يقع ضمن 7 بؤر حددت دراسة حديثة أن الانفجارات الصغيرة فيها قد تتحول إلى كارثة تؤثر على الاقتصاد والحياة في العالم الذي ما زال يعاني من التداعيات الاقتصادية لكورونا.

المصدر : ساينس ألرت + مواقع إلكترونية