في إطار عقد المحيطات.. اليونسكو تطلق 60 برنامجا ومبادرة لإنقاذ الحياة البحرية

عقد الأمم المتحدة للمحيطات من أجل التنمية المستدامة يمتد من 2021 إلى 2030 (الفرنسية)

تحت شعار "العلوم التي نحتاجها من أجل المحيط الذي نريده"، تتواصل فعاليات "عقد الأمم المتحدة للمحيطات من أجل التنمية المستدامة" الذي أطلقته منظمة اليونيسكو خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 2021 و2030، والذي تهدف من خلاله إلى إحداث ثورة معرفية في علوم المحيطات.

وسيتم من خلال هذه العشرية نشر وترقية ثقافة علوم البحار في أوساط الشعوب والأمم، من أجل الحفاظ على المحيطات ووقف تدهور تنوعها البيولوجي ودعم كل المبادرات والنشاطات التي تصب في هذا المسعى.

ويشرف على تنظيم هذا العقد اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات التابعة لمنظمة اليونسكو Intergovernmental Oceanographic Commission التي تضم مجموعة كبيرة من علماء البحار من مختلف دول العالم بمساعدة لجان وطنية تم تشكيلها في دول أوروبا وأفريقيا وآسيا وأميركا.

يحذر علماء البحار من أخطار تدهور التنوع البيولوجي في البحار والمحيطات (الفرنسية)

أخطار لا تحصى

وقد قررت اليونسكو إطلاق هذا العقد لحصر المشاكل التي فاقمت أزمة المحيطات، فإضافة إلى تأثيرات التغيرات المناخية السلبية، يحذر علماء البحار من أخطار تدهور التنوع البيولوجي في البحار والمحيطات، ومن الصيد المفرط، ومن التلوث الذي اجتاحها بكل أشكاله، ومن ارتفاع خطر انقراض الشعاب المرجانية.

ولأن متوسط مستوى سطح البحر مرشح للارتفاع بمقدار 110 سنتيمترات في بعض مناطق العالم مع حلول عام 2100، فإن هناك حوالي 680 مليون شخص يعيشون في المناطق الساحلية سيصبحون مهددون بالغرق، وستجد الكثير من العائلات التي تعيش من البحر صعوبات كبيرة في توفير غذائها.

وعلاوة على كل ذلك فإن الإحصائيات العالمية تتوقع أن يصل عدد سكان العالم عام 2050 إلى حوالي 9 مليارات نسمة، وسيزداد مقابل ذلك نشاط البشر في البحار والمحيطات، كالملاحة البحرية والسياحة التي تعتبر من العوامل الرئيسية في تدهور المحيطات والبحار.

كما حذر العلماء من ارتفاع مستوى حموضة المياه السطحية وزيادة رقعة المناطق الميتة في أعماق البحار بسبب نقص الأكسجين، وأيضا تفاقم خطر الأنواع الغازية.

الاهتمام بعلوم البحار والمحيطات في الجامعات ومراكز البحث لازال على العموم دون المستوى (الفرنسية)

علوم ليست في مستوى التحديات

ويعترف علماء البحار والمحيطات في تقريرهم الأخير الصادر في 14 ديسمبر/كانون الأول 2020، بأن الاهتمام بعلوم البحار والمحيطات في الجامعات ومراكز البحث ما زال دون المستوى، سواء من حيث الإنفاق المالي أو عدد الباحثين العاملين في القطاع.

ولاستدراك هذا التأخر، يؤكد علماء البحار ضرورة العمل على دعم البحوث العلمية في تخصص المحيطات وترقية الثقافة العلمية، من أجل تحسين الظروف المناسبة لتحقيق التنمية المستدامة.

ويتجاوز دور عقد المحيطات الإطار العلمي، فهو يرمي إلى تحقيق تحول في المجتمع عن طريق دعم أفراده بالمعارف الضرورية لمواجهة هذه التحديات، مع إشراك فعاليات المجتمع المدني.

ومن أجل توحيد الجهود وضمان مستوى عال من التنسيق، نظمت اليونسكو يوم 1 يونيو/حزيران الماضي، أول ندوة عالمية افتراضية حول هذا العقد الذي عرف مشاركة رؤساء دول وحكومات وخبراء في المجال، تم على إثرها إطلاق مجموعة من البرامج والمبادرات التي من شأنها المساهمة في دفع المخاطر.

أطلقت اليونسكو ضمن عقد المحيطات أكثر من 60 برنامجا ومبادرة (الفرنسية)

حزمة من برامج التنمية

وفي سابقة لم يعرفها عالم علوم المحيطات، أطلقت اليونسكو ضمن هذا العقد أكثر من 60 برنامجا ومبادرة لاحتواء الوضع، منها برنامج مبادرة المناخ الأزرق The Blue Climate Initiative الذي يضم عددا من الباحثين ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات اقتصادية ستعمل على إطلاق مشاريع ميدانية لمواجهة آثار التغيرات المناخية.

ومن بين هذه البرامج أيضا هناك برنامج Challenge 150 الذي يعتبر منصة علمية هدفها جمع المعارف وآخر البحوث العلمية المتخصصة في أعماق البحار وكيفية ضمان تنمية مستدامة لموارد أعماق البحار والمحيطات.

حراس الشعاب المرجانية أو The Coral Reef Sentinels هو أيضا من بين البرامج الرائدة ضمن عقد المحيطات، سيتم من خلاله نشر روبوتات عالية التكنولوجية في أعماق البحار لمراقبة صحة الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم. وستعمل هذه الروبوتات على جمع البيانات الضرورية التي يحتاجها العلماء لوضع وتطوير برامج حماية تنقد الشعاب من الانقراض.

وللحد من انتشار المناطق الميتة في أعماق البحار وفهم أكثر لكيفية عملها وتوسعها، تم إطلاق برنامج العقد العالمي لأكسجين المحيطات Global Ocean Oxygen Decade الذي يشرف على تسييره المركز الألماني جيومار هيلمهوتز لعلوم البحار في كيل Geomar Helmholtz Centre for Ocean Research Kiel الذي سيعمل على دعم البحوث العلمية وجمع المعارف حول المناطق الميتة في أعماق البحار لاحتوائها.

كما أطلقت اليونسكو معرضا افتراضيا عرض الكثير من صور البحار والمحيطات والحيوانات البحرية التي التقطتها عدسات مصورين عالميين، سخروا أعمالهم من أجل تنمية المعارف وترقية الثقافة العلمية حول علوم البحار والمحيطات، وهي متاحة مجانا لكل من يريد استغلالها في إقامة معارض وطنية وورشات عمل للأطفال وتلاميذ المدارس.

المصدر : مواقع إلكترونية