في ظل التنافسية العالية.. مبادرة عربية تؤهلك للحصول على المنح الدراسية

اليوم أصبح "النشر الدولي" متاحا للطلاب في المراحل الجامعية الأولى، وبالتبعية أصبح مطلبا أساسيا بين مطالب التقديم إلى المنح الدراسية.

Dr Essam Heggy (NASA,USA): How to write a review article
شارك الدكتور عصام حجي في الدورة التأهيلية للشباب الباحثين (مواقع التواصل الاجتماعي)

لندن – يراوغ حلم السفر والدراسة بالخارج الكثيرين في العالم العربي، ويسعى العديد من الشباب يوميا للتقديم على منح علمية للدراسة ما بعد الجامعية، ومع زيادة عدد المتقدمين لتلك المنح أصبح الوضع شديد التنافسية.

وهو الأمر الذي دفع الجامعات لرفع مستوى متطلبات التقدم للمنح لتشمل مؤهلات لم تكن مطلوبة بالعقود المنصرمة، ولعل أبرزها في المجالات العملية هو "النشر الدولي".

الأمر الذي كان يقتصر على باحثي ما بعد الدكتوراه، ولم يكن يشارك به سوى أعداد قليلة من الباحثين الذين يعملون في جامعات مرموقة، واليوم أصبح "النشر الدولي" متاحا للطلاب في المراحل الجامعية الأولى، وبالتبعية أصبح مطلبا أساسيا بين مطالب التقديم على المنح الدراسية.

وتقدم الجامعات المرموقة غير الحكومية في مناهجها آليات النشر العلمي، فيما وجد آلاف الطلاب في الجامعات الحكومية والعادية أنفسهم أمام عقبة كبيرة لاستكمال دراستهم بالخارج.

لذلك بادر مجموعة من الباحثين الذين خاضوا غمار البحث العلمي في المؤسسات الدولية، بتقديم ورش عمل مجانية تتيح لطلاب البحث العلمي المبتدئين "المعرفة الشاملة بآليات الكتابة العلمية القابلة للنشر في الدوريات العلمية".

جاءت المبادرة من محمد عبد القدوس باحث الدكتوراه بجامعة تويوهاشي للتكنولوجيا باليابان (الجزيرة)

المبادرة والقائمون عليها

تهدف "مبادرة المقالات العلمية" (Review Article Initiative) لتقديم سلسلة من المحاضرات التي تؤهل الطالب لإنجاز مقال علمي بجودة تسمح له بالنشر الدولي، وفي نهاية الدورة التدريبية يقوم الطلاب بعرض نتاج الورشة على دوريات علمية بهدف النشر في دوريات علمية معتمدة.

بدأت المبادرة من خلال نداء من باحث الدكتوراه في جامعة تويوهاشي للتكنولوجيا باليابان محمد عبد القدوس، ولبى دعوته لفيف من الباحثين للمشاركة بالمحاضرات من بينهم العالم المصري عصام حجي عالم جيولوجيا الفضاء بوكالة ناسا الأميركية، والدكتور أحمد معروف أستاذ مشارك في فيزياء الجوامد بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بالمملكة العربية السعودية، والدكتور ياسر حسن باحث ما بعد الدكتوراه في أشباه الموصلات والخلايا الشمسية بجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة.

وقد حاورت الجزيرة نت الدكتور محمد عبد القدوس المنسق العام للمبادرة، والذي صرح بأنه "قدم للحصول على الدورات التدريبية أكثر من 800 متقدم من كافة أنحاء الوطن العربي، ولكن اضطر القائمون على المبادرة لاختيار 100 طالب فقط من أجل المرحلة التطبيقية والتي استمرت 8 أسابيع من التطبيقات المستمرة.

تم تنظيم المشاركين في مجموعات صغيرة لا تتجاوز 10 طلاب لكل مشرف، من أجل العمل على إنتاج مقالتين في مبحثين هما كيفية استخلاص المواد النانومترية من مخلفات الطعام والزيوت والمخلفات الصناعية، ومناقشة تطبيقاتهم الواعدة في المجالات الطبية الحيوية وتطبيقات الطاقة، تمهيدا للنشر في دورية علمية معتمدة دوليا".

وقال عبد القدوس إن "المفاجأة كانت أن 83% من المتقدمين لا يوجد لديهم خبرة بحثية والتي تعد مطلبا لا مفر منه في التقديم على منح دراسية، بل لا بد أن يتقدم الطالب بأكثر من بحث منشور بدورية علمية وليس بحثا واحدا، ولذلك كان من الضروري تأسيس الباحثين في أساسيات الكتابة العلمية الصالحة للنشر الدولي".

ويعرض الدكتور عبد القدوس العديد من ورش العمل والفرص التدريبية والمحاضرات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، كما تضم قناته على اليوتيوب محاضرات الدورة ومحاضرات أخرى للباحثين، وتهدف كافة المبادرات والفعاليات لرفع كفاءة الباحثين الأكاديميين في شتى نواحي البحث العلمي.

6 محتويات للورقة البحثية

في إطار الدورة التي عقدتها المبادرة تعلم الطلاب أهم محتويات الأوراق البحثية:

"الأشكال البيانية" (Graph):

تعد الأشكال البيانية ركيزة أساسية في الأبحاث العلمية وتنتج عن المعادلات الإحصائية وتحليل البيانات المتعلقة بمسار البحث. وهي أمر ضروري جدا لكل الأبحاث، وفي حالة النشر الدولي من الضروري رسم مخطط كامل عن أماكن وتسلسل الأشكال البيانية التي يشملها البحث.

ومن حيث تقسيم الفصول، فمن أكثر الأخطاء الشائعة التي تواجه الباحثين المبتدئين هي المزج بين قسم المنهجية والنتائج والمناقشة والخلاصة، حيث يجب فصل كل قسم عن الآخر، والإلمام التام بمحتويات كل قسم والتي تشمل:

المقدمة:

ماذا تقدم في البحث ولماذا تقدمه؟

المنهجية:

كيف قمت بالبحث؟ وهو قسم لا يحتوي على نتائج ولا على أرقام، وفقط يتحدث عن الأسلوب أو الآلية المتبعة لهذا البحث.

المناقشة:

ماذا يعني كل هذا؟

النتائج:

ماذا وجدت خلال البحث وتحليل البيانات؟ وهو تلخيص ما تم كتابته بالفعل وتسليط الضوء على النتيجة التي وصل لها البحث ويحتوي على جوهر الدراسة بالكامل.

"الاقتباس" (Plagiarism):

يمنع بشكل قطعي أية عملية من عمليات اقتباس النصوص العلمية حتى لو كانت جملة واحدة، حيث يجب أن تحتوي المقالات المؤهلة للنشر العلمي في دوريات دولية على نص أصلي 100%، ويمكن الكشف عن ذلك بسهولة من خلال أدوات مخصصة لذلك.

"مراجعة الأقران" (Peer Review):

يلعب المراجعون دورا محوريا في النشر العلمي، ويساعدون على تحسين نوعية البحوث المنشورة، ويزيدون من إمكانيات الربط الشبكي داخل المجتمعات البحثية، وعلى الرغم من أن هذا الأسلوب يواجه العديد من الانتقادات، لكن لا تزال مراجعة النظراء هي الطريقة الوحيدة المقبولة على نطاق واسع للتحقق من صحة البحوث.

تجميع المراجع:

يوجد العديد من المراجع الإلكترونية على الإنترنت؛ ولذلك يجب اختيارها قبل عملية البحث، وهذا يساعد في عملية التحرير النهائي وترتيب المراجع.

التقييم النهائي:

تأتي هذه العملية بالتزامن مع كتابة أسماء المشاركين في البحث، وهي تتطلب ترتيبا محددا يتعلق بمدى الالتزام والمشاركة في البحث، وهي الخطوة التي تؤهلك بعد النشر للتقدم من أجل الحصول على منحة دراسية بجامعة مرموقة.

كيف يساعد النشر العلمي في الحصول على المنح؟

تعتمد قرارات قبول المتقدمين للمنح الدراسية بشكل كبير على مدى إنجازهم الأكاديمي في مجالهم، ويعزز النشر في الدوريات الدولية المعتمدة المستوى البحثي والأكاديمي للمشاركين ويفتح لهم أبواب القبول في المنح الدراسية بالجامعات المرموقة.

ومن أهم ما يميز النشر العلمي هو إمكانية المشاركة في تلك الأبحاث منذ السنوات الجامعية الأولى كمشارك مع بعض المشرفين الرئيسيين، وحتى التمكن من الآليات المطلوبة والنشر كباحث رئيسي.

ولا شك في مساعدة النشر العلمي بالدوريات الدولية في الحصول على قبول جامعي ومنحة دراسية، كما أنه يؤهل الباحث على كتابة خطة بحثية محكمة للتقدم بها في طلبات الحصول على منحة دراسية، وكل تلك المهارات يتم اكتسابها من خلال التمكن من أدوات الكتابة العلمية الخاصة بالدوريات العلمية المعتمدة دوليا.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي