تقرير أممي: الفيضانات ستطال 1.6 مليار نسمة بحلول عام 2050

فيضانات السودان
الدول العربية، الأفريقية خاصة، تقع ضمن المناطق الهشة المعرضة لمخاطر التغيرات المناخية كندرة المياه والفيضانات (رويترز)

في الوقت الذي تعرف فيه المنطقة العربية تسارعا في ظاهرة الفيضانات التي ضربت العديد من الدول كالسودان والجزائر، أصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية World Meteorological Organisation تقريرا جديدا حذرت فيه من أن هذه الظاهرة المتطرفة ستطال بحلول عام 2050 حوالي 1.6 مليار نسمة في العالم.

وذكر التقرير الذي صدر يوم 10 سبتمبر/أيلول الحالي والذي تناول ظاهرة التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية في ظل وباء كورونا، أن الفيضانات التي زادت حدتها بداية من العام 2000 كانت تمس كل عام حوالي 1.2 مليار نسمة، لكن العدد سيرتفع بحوالي الربع بعد ٣٠ عاما، لأن حكومات دول العالم لم تقم بأشياء كثيرة للتقليل منها.

الاعتماد على الحلول العلمية

وقال الخبراء في هذا التقرير المعنون "متحدون في العلوم United in Science 2020" إن السنوات الخمس المنصرمة سجلت ارتفاعا غير مسبوق في معدل درجة الحرارة، مما جعل التوقعات تشير إلى احتمال تنامي المخاطر المعروفة لدى خبراء التغيرات المناخية كالفيضانات والتصحر وندرة المياه وانتشار الأمراض.

كما توقع التقرير أن يزداد عدد السكان الذين يعانون من نقص مياه الشرب من 1.9 مليار نسمة حاليا إلى أكثر من ٣ مليارات نسمة، بالإضافة إلى تسجيل تزايد في عدد الذين يحصلون على مياههم من مصادر غير صحية أو ملوثة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تعليقه على التقرير "نحن بحاجة اليوم إلى علوم جيدة وتضامن دولي من أجل مكافحة وباء كورونا وآثار التغيرات المناخية على السواء.. يجب على حكومات دول العالم الاعتماد على الحلول العلمية للحفاظ على كوكبنا".

من جهته، قال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس"نحن متأكدون من أن الغازات الدفيئة بلغت مستويات عالية وخطيرة لم يعرفها كوكبنا منذ ٣ ملايين سنة، وهي ما زالت في ارتفاع مستمر، وعليه فإن الحلول العلمية هي الوحيدة الكفيلة بضمان مستقبلنا".

Said سعيد - انبعاثات الكربون الناتجة عن النشاط البشري أكثر بـ 40 – 100 مرة من الناتجة عن البراكين – بيكساباي – متاح - مرصد "ديب كربون": البراكين بريئة من الاحتباس الحراري
الغازات الدفيئة بلغت مستويات عالية وخطيرة لم يعرفها كوكبنا منذ ٣ ملايين سنة (الجزيرة)

هشاشة المنطقة العربية

وتوجد المنطقة العربية ضمن المناطق الهشة والمعرضة باستمرار لمخاطر التغيرات المناخية كندرة المياه والفيضانات التي أصبحت تضرب المنطقة بصورة مستمرة، كما حدث مؤخرا في السودان وبدرجة أقل في الجزائر.

وقال عمر بدور من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وهو أحد المشرفين على إعداد التقرير في تصريح إذاعي لموقع أخبار الأمم المتحدة "للأسف لم يصلنا من المعلومات ما يكفي من الدول العربية".

مضيفا أنه "رغم ذلك يمكن القول إن الدول الواقعة في أفريقيا كالسودان والجزائر، وحتى المغرب وتونس، في وضع هش خلافا لدول الخليج أو الواقعة في آسيا فهي تعرف ظواهر متطرفة لكنها ليست خطيرة ولا تتكرر باستمرار".

ويبدو أن الوضع في الدول العربية سيزداد صعوبة على ما هو عليه اليوم إذا لم تتخذ الخطوات اللازمة في الأعوام القادمة، وفقا لما أوضحه جواد الخراز، مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لأبحاث تحلية المياه Middle East Desalination Research Center (MEDRC).

نحن مطالبون بالاستغناء إذا أمكن عن زراعة المنتجات التي تستهلك الكثير من المياه كالأرز وقصب السكر (رايسبيديا)

مسارات للحل

الخراز قال في تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني "التقرير رسم صورة واضحة عما يمكن أن نتوقعه مستقبلا فيما يخص تزايد عدد الفيضانات وندرة المياه، بالنسبة للمنطقة العربية فهي هشة لأن وضعها الاقتصادي والسياسي متدهور وهو وثيق الصلة بملفات البيئة، لأنه من الصعب جدا مواجهة مشاكل التغيرات المناخية في غياب اقتصاد قوي وحوكمة راشدة".

ويستكمل الخراز فيقول "البلدان العربية مطالبة بإعداد خطط وبرامج للتأقلم مع هذه المتغيرات، فمثلا بالنسبة لقطاع الفلاحة نحن مطالبون بالاستغناء إذا أمكن عن زراعة المنتجات التي تستهلك الكثير من المياه كالأرز وقصب السكر أو تصدير المنتجات التي تستهلك المياه كثيرا وخاصة المياه الجوفية والاكتفاء باستيرادها".

كما شجع جواد الخراز على استخدام المياه العادمة واللجوء إلى تحلية مياه البحر وبناء محطات صغيرة لتحلية المياه في المناطق المالحة، لاستغلالها في المجال الزراعي، لأنها لم تعد مكلفة إذا حركت بالطاقات المتجددة.

المصدر : الجزيرة + وكالات