العثور على أقدم كائن عاش على اليابسة قبل 425 مليون عام

الحفرية التي عثر عليها العلماء تعود لأقدم كائن عاش على اليابسة قبل 425 مليون عام (المسح الجيولوجي البريطاني/ يوريك ألرت)

أكد باحثون بجامعة تكساس في أوستن في دراسة علمية جديدة أن بقايا متحجرة عثر عليها في أسكتلندا لنوع من الحشرات المنقرضة عاش قبل 425 مليون عام تعود لأقدم حيوان عاش على اليابسة في التاريخ.

وتعود العينة الأحفورية إلى نوع من أنواع الحشرات المنقرضة يسمى "كامبيكاريس أوبانينسيز" (Kampecaris obanensis) شبيه بديدان الألف قدم، ويبلغ طوله 1.5 سنتيمتر وتم اكتشافه منذ عام 1899، إلا أن الباحثين قاموا في هذه الدراسة الجديدة بتأريخ الاكتشاف بدقة.

أول الكائنات البرية

ووفقا للدراسة الجديدة المنشورة في دورية "هيستوريكال بيولوجي" في مايو/أيار الماضي، فإن الكائن المتحجر يمثل أقدم حيوان بري معروف.

وقد يكون في الأساس رائد الحياة على اليابسة قبل حوالي 425 مليون سنة، وذلك عندما كانت معظم الكائنات لا تزال تعيش في الماء.

ويقول الباحثون إن هذا الكائن عاش على الأرجح على ضفاف بحيرة في ذلك الوقت مقتاتا في الأغلب من النباتات المتحللة.

وللتوصل إلى تلك النتائج استخدم الفريق الزركون لتحديد عمر الأحافير، وهو عبارة عن حبيبات معدنية صغيرة متينة وصلبة مكونة من عناصر السليكون والأكسجين والزركونيوم، وتحتوي على عناصر مشعة مثل الثوريوم واليورانيوم.

جزيرة كيريرا في أسكتلندا حيث عثر على الأحافير التي تعود لأقدم حيوان عاش على اليابسة (جيوغراف)

وباستخدام هذه التقنية في ثلاثة مواقع بالمملكة المتحدة معروفة باحتوائها على بعض عينات أسلاف الديدان الألفية وجد الباحثون أن العينات الموجودة في جزيرة كيريرا بأسكتلندا هي الأقدم، وتعود إلى حوالي 425 مليون سنة، فيما تتراوح أعمار العينات الموجودة في الموقعين الآخرين بين 420 مليون سنة و414 مليون سنة.

وبعد دراسة دقيقة للمواقع التي سبق العثور فيها على أحافير مماثلة والتأكد من عدم وجود عينات أقدم، استنتج مؤلفو الدراسة أن البقايا المتحجرة التي بين أيديهم تعود إلى أول كائن من أسلاف الدودة الألفية أصبح قادرا على العيش على اليابسة.

كما تشير الأدلة التي عثر عليها إلى أن ازدهار الكائنات النباتية حدث بعد ذلك العصر بحوالي 40 مليون عام.

إعادة النظر في المسلمات

ويعتقد الباحثون أن هذا الاكتشاف سيدفع المجتمع العلمي -خاصة علماء الأحياء التطوريين- إلى إعادة النظر في العديد من المسلمات التي تلقى رواجا في نشأة الحياة على اليابسة، إذ تمثل هذه الحفرية سلفا بعيدا يفترض أنه تطور من الحيوانات الأولى التي ارتادت اليابسة، مما يدخل اضطرابا في شجرة تطور هذه الكائنات وموقعها في الجدول الزمني.

كما يثير هذا الاكتشاف -حسب قولهم- بعض الأسئلة المثيرة للاهتمام بشأن تطور الحشرات والنباتات والحيوانات الذي يبدو أنه حدث بشكل أسرع مما يعتقده الكثير من العلماء.

فالقفزة التي قامت بها هذه المخلوقات لتتحول من كائنات مائية إلى برية حدثت في 40 مليون سنة فقط، وهو زمن قصير جدا في سياق تطور جميع الكائنات الحية، كما يبدو أن انتشار هذه الكائنات في جميع أنحاء العالم قد حدث كذلك بشكل أسرع مما كان متوقعا.

الكائن الأحفوري المنقرض يشبه الديدان ذات الألف قدم (بيكسابي)

وتثبت الأحافير الجديدة أن الديدان الألفية الأولى ظهرت قبل 75 مليون سنة، وليس كما كان يعتقد معظم العلماء في السابق.

وقد مكنت تقنيات التأريخ الأخرى التي تم استخدامها في الحفريات النباتية في نفس المنطقة من التوصل إلى نتائج مماثلة، وهو ما يشير كذلك إلى أن التطور كان أسرع بكثير مما قدره العلماء.

ويبدو أن نتائج الدراسة الجديدة قد بعثرت العناصر التي ترتكز عليها النظريات الأكثر قبولا لدى العلماء لوصف عملية تطور الحياة البدائية على الأرض، وأعادت في المقابل نظرية التطور السريع التي لم تكن تلقى قبولا واسعا إلى الواجهة من جديد.

المصدر : الصحافة الأسترالية + الصحافة الأميركية