علميا.. حظر كورونا تسبب في تراجع الغازات الدفيئة بنسبة 17%

قطاع النقل ساهم بعد توقفه بنسب كبيرة في تراجع الغازات الدفيئة

هشام بومجوط
قال خبراء في التغيرات المناخية إن سياسات الحظر المجتمعي والحجر الصحي التي طبقتها دول العالم لمواجهة وباء كورونا ساهمت في الحد من انبعاث الغازات في الفترة الممتدة بين يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان 2020، وذلك بنسبة 17% في معدلها اليومي.

رب ضارة نافعة
وأضاف الخبراء -الذين تمكنوا لأول مرة من قياس حجم انحسار الغازات الدفيئة تماشيا مع الحجر الصحي- أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه حتى يونيو/حزيران المقبل فإن تراجع تراكم الغازات الدفيئة في الجو سيصل نسبة 4% مقارنة بالنصف الأول من عام 2019، وستصل النسبة إلى 7% مع نهاية العام الجاري وإن كان الأمر مستبعدا.

وأوضح هؤلاء الخبراء -في الدراسة التي تعتبر الأولى من نوعها والتي نشرت في مجلة "نيتشر كلايمت تشينج" يوم 19 مايو/أيار الجاري- أنهم طوروا نموذجا ذكيا مكنهم من قياس نسب هذا التراجع بحسب القطاعات.

ووجدوا أن قطاع النقل ساهم بنسبة 43% في تراجع هذه الغازات متبوعا بقطاع الصناعة بنسبة 25%، وتوليد الكهرباء بنسبة 19%، وأخيرا قطاع الطيران بنسبة 10%.

وقالت الباحثة المشرفة على الدراسة كوين لوكيري من جامعة إيست أنجليا في بريطانيا في تصريح عبر البريد الإلكتروني للجزيرة نت إن "الحجر الصحي تسبب في تخفيض الاستهلاك العالمي للطاقة المسؤولة عن انبعاث الغازات الدفيئة في قطاعات النقل وتوليد الكهرباء وغيرها".

تدهور الأراضي والجفاف من بين أخطر مظاهر التغيرات المناخية

دليل ملموس لصناع القرار
وأضافت لوكيري أنه "رغم ذلك فإن الحجر الصحي ليس حلا لمواجهة التغيرات المناخية، كما أن مساهمته في انخفاض الغازات الدفيئة ليست دائمة"، مؤكدة أن "الوباء مكننا من قياس انخفاض الغازات الدفيئة في الجو، وإعطاء دليل ملموس لصناع القرار لاتخاذ القرارات المناسبة".

وقالت إنه "لمواجهة التغيرات المناخية نحن بحاجة إلى سياسات عالمية جريئة تعتمد على الانتقال من الطاقات الأحفورية إلى الطاقات المتجددة كما هو موضح في الدراسة".

واعتمد الخبراء في هذه الدراسة على المعطيات التي وفرتها حكومات 69 دولة تساهم بما نسبته 97% من الغازات الدفيئة التي تدفعها في الجو، وعلى رأس القائمة الولايات المتحدة والصين.

دوليا وعربيا
وبحسب تفاصيل الدراسة، فإن هناك دولتين تراجعت فيهما الغازات الدفيئة بنسبة 40% وهما لوكسمبورغ ونيوزيلندا.

أما عربيا فحل المغرب في المرتبة الأولى بنسبة 29.5%، متبوعا بالسعودية بنسبة 28.9%، ثم الجزائر في المرتبة الثالثة بنسبة 27.1%.

وقال الباحث المشارك في الدراسة غلان بيتر -وهو مدير البحوث العلمية بالمركز الدولي للبحوث في البيئة والمناخ بمدينة أوسلو النرويجية- في تصريح  أورده البيان الصحفي المرافق للدراسة والصادر عن جامعة إيست أنجليا "إذا كان وباء كورونا يشكل مأساة إنسانية فقد سمح لنا بملاحظة ظاهرة التغيرات المناخية بنظرة جديدة".

وأضاف أن "سياسات الحجر الصحي لم تكن موجهة لمواجهة هذه الظاهرة، لكن المعطيات الجديدة التي أفرزها هذا الوباء ستساعدنا مستقبلا على تخطيط سياسات مناخية أكثر نجاعة".

المصدر : الجزيرة