رقصة القمر والكواكب.. مشهد سماوي بديع تراه بعينيك في فبراير

يتنقل القمر بين مجموعة من ألمع النجوم والكواكب في سماء الليل عبر عدة ليال متتالية (بيكساباي)
القمر يتنقل بين مجموعة من ألمع النجوم والكواكب في السماء خلال ليال عدة متتالية (بيكسابي)

شادي عبد الحافظ

يشهد شهر فبراير/شباط حدثا فلكيا مميزا يمكن أن تراه بعينيك، حيث يتنقل القمر بين مجموعة من ألمع النجوم والكواكب في سماء الليل عبر ليال عدة متتالية، لمتابعة المشهد لا تحتاج إلى أي أدوات فلكية معقدة، فقط اخرج إلى الشرفة أو سطح المنزل.

رقصات القمر
يبدأ المشهد من فجر 17 فبراير/شباط الحالي، حيث يمكن لك قبيل الفجر أن ترى القمر واقفا إلى جوار جرم أحمر لامع في السماء، هذا هو "قلب العقرب" (Antares) ألمع نجوم كوكبة العقرب، وهو عملاق أحمر فائق قد يصل قطره إلى 800 مرة من قطر الشمس.

بعدها بليلة واحدة، وفي نفس الموعد سيقف القمر في طور الهلال المتناقص إلى جوار جرم آخر أحمر اللون أيضا، لكنه هذه المرة هو المريخ، الكوكب الأحمر، ويمكن لك متابعة المشهد حتى الصباح.

إذا قررت أن تقارن بين المريخ وقلب العقرب فستلاحظ تشابها واضحا في اللون، لذلك سمي قلب العقرب في الأسطورة القديمة (Antares)، أي "ضد آريس"، وكان الناس قديما قد أعطوا كوكب المريخ لقب آريس إله الحرب في الأسطورة القديمة.

وبحلول 19 فبراير/شباط -تحديدا قبل شروق الشمس بحوالي ساعة- يمكن لك أن ترى الهلال واقفا إلى جوار المشتري الذي يظهر بلون أبيض لامع واضح يمكن أن تلاحظه بسهولة.

‪يمكن للمشتري أن يحمل داخله 1000 كرة بحجم الأرض‬ (ناسا)
‪يمكن للمشتري أن يحمل داخله 1000 كرة بحجم الأرض‬ (ناسا)

المشتري يظهر لامعا في السماء لأنه أضخم الكواكب، بل هو من الضخامة بحيث يمكن لك أن تضع 1000 كرة صغيرة بحجم الأرض داخله.

وقبيل شروق 20 فبراير/شباط يمكن لك أن ترى الهلال ضعيفا في إضاءته، فقط بنسبة حوالي 11% من سطحه، تراه واقفا إلى جوار كوكب زحل الذي يظهر بلون مائل للأصفر عند الأفق الشرقي، وعموما، تظهر الكواكب في السماء كنجوم لأنها -مثل القمر- تعكس ضوء الشمس.

مصابيح السماء
ودعنا في هذا السياق كذلك نشير إلى أن شهري فبراير/شباط ومارس/آذار هما الأفضل لمراقبة كوكب الزهرة الذي يلمع كمصباح منير أعلى الأفق الغربي بعيد غروب الشمس، وسيكون المشهد واضحا وبسيطا.

أما بالنسبة لكوكب عطارد فإن أفضل موعد لرصده سيكون حول 10 فبراير/شباط لأنه يكتسب أعلى ارتفاع في السماء في تلك الفترة، ويمكن أن تراه بعينيك أعلى الأفق الشرقي بعيد الغروب مباشرة، ويظهر كجرم لامع مائل إلى اللون البرتقالي.

وفي كل الأحوال، فإن متابعة أجرام السماء ليلا وتنقلات القمر بينها هي هواية ممتعة، كذلك تفيد في جذب الأطفال إلى نطاقات علم الفلك، وربما يطور ذلك لديهم حبا مستقبليا للعلوم.

المصدر : الجزيرة