ديناصور بمنقار البط عاش في المغرب وأفريقيا قبل 66 مليون سنة

الديناصور أجنابية أدوسسيوس يمشي على طول الساحل المغربي ، منذ 66 مليون سنة. (رسم راؤول مارتن - الجزيرة نت)
الديناصور أجنابيا أوديسيوس يمشي على طول الساحل المغربي منذ 66 مليون سنة (رسم راؤول مارتن - الجزيرة نت)

توصلت دراسة علمية حديثة أنجزها فريق بحث دولي إلى اكتشاف بقايا ديناصور بمنقار البط بمدينة خريبكة الواقعة في وسط النصف الشمالي بالمغرب، أطلق عليه اسم "أجنابيا أوديسيوس" (Ajnabia odysseus) ويبلغ عمره 66 مليون سنة.

يقول نور الدين جليل الباحث المغربي المشارك في الدراسة للجزيرة نت في تصريح عبر البريد الإلكتروني "تسلط هذه الدراسة الضوء على وجود نوع جديد من الديناصورات في المغرب، وقد تم العثور على بقايا هذا الديناصور في رواسب الفوسفات بمدينة خريبكة المغربية".

وجاء في الدراسة العلمية التي نشرت في دورية كريتاشيس ريسيرش (Cretaceous Research) يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أن هذا الديناصور العاشب ينتمي الى فصيلة الديناصورات "بطيات المنقار" أو ذات منقار البط التي يبلغ طولها 15 مترا، في حين أن هذا الديناصور المكتشف بالمغرب صغير الحجم ولا يتجاوز طوله 3 أمتار ويشبه حجم البقرة.

ويشير نور الدين جليل إلى أن "الجمهور شغوف بمعرفة التنوع البيولوجي للعصور الماضية، وبالكائنات الحية التي عمّرت الأرض قبل مجيء الإنسان".

ويضيف "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على هذا النوع من الديناصورات في المغرب وأفريقيا، ويوضح الاكتشاف مرة أخرى أهمية الثروة الحفرية بالمغرب والفوسفاتية منها بشكل خاص".

وعن أهمية هذه الدراسة علّق موسى مسرور الباحث في كلية العلوم بجامعة ابن زهر بأغادير في حديث للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني، "هذه الدراسة عرّفت بنوع جديد من الديناصورات من فصيلة "الهادروصوريد – اللامبيوصورين" ويعود للزمن المايستريشيان العلوي (العصر الطباشيري العلوي)".

وأوضح أنه "يمكن اعتبار الديناصورات التي عاشت في هذا الزمن من آخر الديناصورات التي عاشت قبل انقراضها في آخر العصر الطباشيري العلوي حوالي 65 أو 66 مليون سنة، واكتشاف هذا النوع الجديد في المغرب يفند الاعتقاد بأن اللامبيوصورين كان موجودا فقط في أوروبا، ومن ثم يعيد الاكتشاف بناء جغرافية ذلك الزمن أو ما يعرف بالباليوجغرافية أو الجغرافية القديمة".

المكان الأصلي

يقول نور الدين جليل عن أصل هذه الديناصورات "اشتهر وجود الديناصورات "بطيات المنقار" في الأميركتين وآسيا وأوروبا، وحينها كانت أفريقيا عبارة عن جزيرة منفصلة عن القارات الأخريات بمحيطات شاسعة، إلى حدود اكتشاف "أجنابيا أوديسيوس" (Ajnabia odysseus)، حيث كان من غير المتخيل أن يوجد هذا النوع من الديناصورات المنتمي لمجموعة الديناصورات "بطيات المنقار" بأفريقيا، لأن وجوده بالمغرب يمكننا تشبيهه باكتشاف فيل بأستراليا".

ويقول موسى مسرور الباحث في كلية العلوم بجامعة ابن زهر إنه قبل هذا الاكتشاف كانت هناك عدة اكتشافات وأبحاث في هذه المنطقة نفسها، والتي أثبتت كلها الغنى الكبير الذي تتمتع بها مناجم الفوسفات، لذلك وجب تجميع كل هذه الاكتشافات في متحف كبير في مدينة خريبكة وجعلها تحت إشارة الباحثين.

نتائج مهمة

ويقول نور الدين جليل للجزيرة نت "الحفريات التي درسناها هي عبارة عن شظايا الفكين مع أسنانها، ولها خصائص مورفولوجية مكنتنا من تصنيفه داخل مجموعة الديناصورات الهادروصورية وبشكل أكثر تحديدا في الفصيلة الفرعية من اللامبيوصورين، والتي تسمى عادة ديناصورات "بطيات المنقار"، وكانت "البقايا مجزأة، واكتشاف بقايا إضافية ستمكننا من معرفة دقيقة حول هذا الديناصور".

ويضيف جليل أن "تحليل التوزيع الجغرافي الحيوي للديناصورات "بطيات المنقار" أن اللامبيوصورات تطورت في أميركا الشمالية ثم انتشرت عبر جسر بري إلى آسيا، ومن هناك إلى أوروبا ثم أفريقيا.

وذلك على الرغم من أن "خرائط الجغرافيا القديمة أظهرت أن السواحل المغربية كانت مفصولة بنحو 500 كيلومتر عن السواحل الأوروبية، وكان على هذه الديناصورات أن تسبح لمسافات طويلة من أجل التمكن من الوصول، وهو ما يعد ميزة إضافية لمعرفتنا حول التوزيع الجغرافي للحيوانات البرية والديناصورات في هذه الحالة"، كما يقول جليل.