خبراء الطبيعة يحذرون: 6 أنواع من ثدييات الأردن انقرضت و33 في الطريق

غزال الريم من الأنواع المهددة بشكل حرج في الأردن (إيهاب عيد)

أحصى خبراء أردنيون في التنوع الحيوي انقراض 6 أنواع من الثدييات، فضلا عن إحصاء 33 من الأنواع المهددة بالانقراض، وفق التصنيف الأخير الذي تم إنجازه في ضبط القائمة الحمراء وفق معايير الاتحاد الدولي لحماية الطبيعية ("International Union for Conservation of Nature" (IUCN.

الإحصاء ضمه كتاب جديد صدر منذ أيام حول القوائم الحمراء لأنواع الثدييات المعروفة في المنطقة (National Red data book of mammals in Jordan)، وشارك في إعداده الباحثون والخبراء: إيهاب عيد، ومحمد أبو بكر، وزهير عمرو، وذلك بدعم من مكتب غرب آسيا للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.

ويحتوي الكتاب، الذي يعد الأول من نوعه، على جرد كامل للثدييات التي تعيش في الأردن، مع استثناء الأنواع الغازية أو الدخيلة، وبذلك فقد جاء ليسد فجوة معرفية في هذا المجال، وهو ما أكده مدير مكتب غرب آسيا الدكتور هاني الشاعر، في تصريحات عبر الهاتف للجزيرة نت.

وأوضح الشاعر أن "الكتاب مهم جدا لأنه لا بد أن يكون لنا جرد كامل للأنواع المنقرضة والمهددة بالانقراض، مع توثيق كل ذلك، ومن ثم يمكننا وضع برامج حماية التنوع البيولوجي في الأردن بصفة عامة على أسس متينة".

الإحصاء ضمه كتاب جديد صدر منذ أيام حول القوائم الحمراء لأنواع الثدييات المعروفة في المنطقة (إيهاب عيد)

أنواع منقرضة وأخرى مهددة

وعمل الباحثون في هذه الدراسة الكبيرة على 85 نوعا من الثدييات، لكن المفاجأة كانت كبيرة؛ حيث أحصى الخبراء فقدان 6 أنواع، وهي المها العربي، والنمر العربي، والأيل الفارسي، والحمار، والدب السوري، والفهد.

وأكد مدير مكتب غرب الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة أن انقراض هذه الأنواع الستة لا رجعة فيه، حيث لا يمكن استعادتها، وهي خسارة كبيرة للبيئة في الأردن.

وبالنسبة للأنواع المهددة بالانقراض فقد تم تصنيف 33 نوعا، منها 10 مهددة بشكل حرج كغزال الريم والغزال الجبلي، وكلب الماء، والقط الرملي والوشق. وهناك 20 نوعا مهددة بالانقراض، ولكن ليس بشكل حرج، مثل الخفافيش، والسنجاب الفارسي والثعلب الأفغاني.

الثعلب الأفغاني يقترب من التهديد بالانقراض في الأردن (إيهاب عيد)

كما صنف الخبراء 3 أنواع مهددة بشكل غير مقلق، في حين واجهوا صعوبات في تصنيف 3 أنواع أخرى لعدم وجود المعلومات الكافية.

وقال الباحث وصاحب فكرة هذا المشروع إيهاب عيد -في تصريح للجزيرة نت عبر وسائل التواصل الاجتماعي- "رغم سعادتي التي لا توصف بهذا العمل فإنني أشعر بحزن كبير كون النتائج أظهرت 33 نوعا مهددة بالانقراض، و6 أنواع انقرضت، وهذه أرقام مخيفة في حد ذاتها تستوجب المزيد من العمل والجهد من أجل تجنب خسارة المزيد من الأنواع".

المهددات

ووصف الكتاب أهم المهددات التي تسببت في انقراض الأنواع والتي لازالت تشكل تهديدا لباقي الأنواع مثل تدمير الموائل والصيد الجائر.

وفي هذا الصدد، قال إيهاب عيد "من بين المهددات مشكلة تدمير الموائل الطبيعية لهذه الكائنات بفعل الإنسان، الذي يلجأ إلى التوسع العمراني وشق الطرق، وغير ذلك في المناطق الطبيعية لهذه الأنواع. وهناك أيضا الصيد الجائر، والأنواع الغازية؛ حيث لاحظنا أن كلب الماء انقرض بسبب نوع دخيل وهو جرذ الماء".

الوعل الجبلي مهدد بالانقراض في الأردن (إيهاب عيد)

ولاستدراك الوضع، قال إيهاب عيد إن الكتاب دق ناقوس الخطر وعلى الحكومة اتخاذ الإجراءات الضرورية لوقف المهددات، أو وضع حد لها كضرورة بناء مشاريع خاصة لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، وتشديد العقوبات على من يقومون بالصيد الجائر.

ومن بين العوامل التي سيتم العمل عليها رفع عدد المساحات الطبيعية المحمية، حيث قال "توجد في الأردن محميات لكنها غير كافية، حيث لا تزال الحكومة بصدد استكمال الشبكة لأن مساحة المحميات حاليا لا تشكل سوى 4% من إجمالي المساحة".

المصدر : مواقع إلكترونية