محاكاة للدببة.. باحثة مصرية تفتح بابا جديدا لعلاج ضمور العضلات

يمتاز الدب الرمادي بجودة عضلاته بعد السبات الشتوي (ويكيبيديا)
يمتاز الدب الرمادي بجودة عضلاته بعد السبات الشتوي (ويكيبيديا)

شادي عبد الحافظ

أعلن فريق بحثي ألماني أميركي مشترك عن قدرتهم على التعرف على مجموعة من البروتينات والجينات المسؤولة عن الحفاظ على عضلات الدب الرمادي أثناء حالة السبات الشتوي الخاصة به، مما يفتح بابا لعلاجات أكثر فاعلية لأمراض مثل "ضمور العضلات".

قاد تلك الدراسة -التي نشرت في دورية "نيتشر ساينتفك ريبورتس" يوم 30 ديسمبر/كانون الأول- د. دعاء عبد السلام مجاهد من معهد ماكس ديلبروك للطب الجزيئي في برلين.

الدببة الرمادية المذهلة
وبحسب الدراسة الجديدة، فإن نمط حياة الدب الرمادي كان أمرا مثيرا لانتباه الباحثين، فهو ينشط في الربيع وأوائل الخريف، حيث يأكل كميات كبيرة من الطعام في سبتمبر/أيلول إلى نوفمبر/تشرين الثاني، ثم يدخل حالة سبات بين نوفمبر/تشرين الثاني ويناير/كانون الثاني.

وفي أثناء هذا السبات ينخفض النشاط الفسيولوجي والأيضي للدب الرمادي، وتنخفض معدلات ضربات قلبه، لكن الأكثر إثارة للانتباه جودة عضلاته، فما إن يخرج من تلك الحالة حتى يمارس نشاطه بشكل طبيعي.

لكن ذلك لا يحدث في حالة البشر، فإذا وضع أحدهم في السرير لعدة أسابيع بسبب مرض ما دون حركة فإنه قد يتعرض لما يسمى "ضمور العضلات" وهي حالة نقص في الكتلة العضلية الخاصة بالجسم، مما يسبب درجات عالية من الوهن الجسدي.

كذلك يمكن أن يصاب الإنسان بضمور العضلات بسبب الشيخوخة وسوء التغذية وبعض أنواع الأدوية ومجموعة واسعة من الأمراض التي تصيب الجهاز العضلي الهيكلي أو الجهاز العصبي.

‪يصاب الإنسان بضمور العضلات بسبب الشيخوخة وسوء التغذية والأمراض‬  (بيكسابي)
‪يصاب الإنسان بضمور العضلات بسبب الشيخوخة وسوء التغذية والأمراض‬ (بيكسابي)

البحث عن جين
وللوصول إلى تلك النتائج، قام الفريق البحثي بفحص أنسجة عضلية مختلفة من دببة رمادية في حالات السبات وأخرى في الحالة العادية، وتوصل إلى وجود مجموعة من الأحماض الأمينية بتركيزات أكبر من المتوقع في العضلات أثناء حالة السبات (الأحماض الأمينية هي الوحدة الأساسية التي تكون البروتينات).

من جهة أخرى، وبحسب الدراسة الجديدة، اهتم الفريق بالتعرف على الجينات المسؤولة عن تكوين تلك الأحماض الأمينية والحفاظ على عضلات الدببة أثناء حالة السبات، وذلك لأن الأحماض الأمينية قد لا تفيد كثيرا كعلاج مباشر عبر الفم أو الحقن، حيث لابد أن تفرزها العضلات نفسها بأمر جيني مباشر.

وعبر فحص ومقارنة عينات مختلفة، من الدببة والفئران والبشر وبعض الأنواع من الديدان، توصل الفريق إلى عدة جينات مسؤولة عن تلك الوظيفة، منها Pdk4 وSerpinf1 وجين آخر يدعى RORA له علاقة بالساعة البيولوجية الخاصة بالجسم.

ويأمل الباحثون بهذا الفريق أن يساعد الكشف الجديد في تطوير علاجات جينية مستقبلية لحالة ضمور العضلات.

وبحلول موعد نشر تلك الدراسة، كانت الباحثة المصرية قد انتقلت للعمل في برنامج ما بعد الدكتوراه بكلية الطب جامعة هارفارد الأميركية، حيث تهتم بحثيا بفهم الكيفية التي تتمكن بها الخلايا من تغيير حجمها استجابة للتغيرات البيئية.

المصدر : الجزيرة