شاهد.. ماذا تخبرنا أدق صورة في التاريخ لسطح الشمس؟

توضح الصورة تفاصيل دقيقة للحبيبات الشمسية، التي تشبه الخلايا على سطح الشمس (الأكاديمة الوطنية الأمريكية للعلوم)
الصورة توضح تفاصيل دقيقة للحبيبات الشمسية التي تشبه الخلايا على سطح الشمس (الأكاديمة الوطنية الأميركية للعلوم)

شادي عبد الحافظ

كشف فريق بحثي تابع للأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم عن صورة جديدة -هي الأكثر دقة في التاريخ- لتفاصيل سطح الشمس، ويمكن لتلك الصورة أن تساعد على تطوير قدراتنا على توقع التغيرات الشمسية وأثرها على الأرض.

للوصول إلى صورة بتلك الدقة، التي أعلنت الأكاديمية عنها في 29 يناير/كانون الثاني الجاري، استخدم الفريق البحثي القدرات الاستثنائية للتلسكوب الشمسي الجديد "دانيال إينوي" الموجود أعلى قمة هاليكالا بجزر هاواي الأميركية.

دقة استثنائية
ويعد "دانيال إينوي" التلسكوب الشمسي الأكبر على الإطلاق في العالم، بقطر أربعة أمتار للمرآة الخاصة به، مع نظام تبريد ذكي يمكن له تحمل كل الحرارة الصادرة من الشمس على مدار اليوم.

جاءت الصورة الجديدة الخاصة بالأكاديمية الوطنية للعلوم لتوضح تفاصيل دقيقة للحبيبات الشمسية (Granules)، وهي وحدات تشبه الخلايا على سطح الشمس، تراها في الصورة المرفقة، ولفهم المقياس الخاص بالصورة، تخيل أن كل واحدة من تلك الوحدات بمساحة دولة كمصر.

سبب تلك الحبيبات الشمسية هو ظاهرة الحمل الحراري، لفهم الأمر دعنا نتأمل الماء أثناء الغليان، حيث تكون الأجزاء الداخلية للماء أسخن من السطح، لذلك تصعد للأعلى وفي المقابل تنزل أجزاء الماء الباردة للأسفل، فتصبح أسخن بينما تبرد الأجزاء التي صعدت قبل قليل، هنا تتكرر العملية نفسها من جديد.

في الشمس يحدث الشيء ذاته، تتنقل البلازما بين طبقات الشمس الخارجية في حركة مستمرة، حيث تصعد تيارات البلازما الساخنة للأعلى، فتبرد بعد ذلك، فتصبح أثقل من التيارات السفلى، بالتالي تعود من جديد للأسفل وتصعد مكانها تيارات أسخن، وهكذا في حراك دائم.

طقس الفضاء
بحسب الأكاديمية الوطنية للعلوم، فإن هذه الصورة الجديدة تعرض مساحة من سطح الشمس عرضها حوالي 35 ألف كيلومتر، يشبه ذلك أن تدور حول الأرض دورة كاملة تقريبا، لذلك إن قررت وضع خريطة كاملة لقارات الأرض داخل هذه الصورة فسوف تملؤها تقريبا.

‪لالتقاط الصورة استخدم الفريق البحثي التلسكوب الشمسي الجديد
‪لالتقاط الصورة استخدم الفريق البحثي التلسكوب الشمسي الجديد "دانيال إينوي" (ويكيميديا)‬ لالتقاط الصورة استخدم الفريق البحثي التلسكوب الشمسي الجديد "دانيال إينوي" (ويكيميديا)

ويأمل الباحثون من الأكاديمية الوطنية للعلوم أن تساعد تلك البيانات الجديدة الدقيقة في تطوير فهمنا لما يسمى بـ "طقس الفضاء"، حيث تؤثر الرياح الشمسية على الاتصالات ومحطات الطاقة على كوكب الأرض حينما تشتد عن طبيعتها.

ولا يمتلك العلماء، في حدود معرفتهم الحالية، بيانات كافية أو نظريات صلبة يمكن استخدامها لبناء توقعات دقيقة عن مستقبل الرياح الشمسية، ويمكن لهذه الصور الدقيقة أن تساعد في تطوير قدرة العلماء على فهم طقس الفضاء.

المصدر : الجزيرة