بعد حرائق أستراليا.. كيف نحقق حماية أفضل للحياة البرية؟

لم تظهر الكوالا بعد في قوائم الحماية لدى الحكومة الأسترالية (ويكيبيديا)
لم تظهر الكوالا بعد في قوائم الحماية لدى الحكومة الأسترالية (ويكيبيديا)

لمياء أبو الخير

شهدت مناطق الحماية التي تقع في الساحل الجنوبي الأسترالي (جزيرة الكانغرو) خلال الشهور الماضية اندلاع العديد من الحرائق بغاباتها، وقد تسبب ذلك في تهديد الموائل الطبيعية لما يقرب من مئة من الأنواع التي تقع في حيز الحرائق.

تزامنا مع تلك الكارثة البيئية عرضت دراسة قام بها فريق من الباحثين بجامعة كوينزلاند -ونشرت بدورية "كونزيرفاشن بيولوجي" في 7 يناير/كانون الثاني الجاري- رؤية لتطوير المحميات في القارة الأسترالية.

وتستند تلك الرؤية إلى تطبيق نموذج "الأنواع المظلية" لتحسين أسلوب حماية الأنواع المهددة بمقدار سبعة أضعاف، وتعني الأنواع المظلية الكائنات الحية التي بمجرد الحفاظ عليها توفر حماية لأنواع أخرى من الحيوانات والنباتات.

إنقاذ الجميع
وكما صرحت باحثة الدكتوراه بالجامعة والمشاركة بالدراسة ميشيل وورد فإن هناك طرقا مختلفة لحماية الأنواع المهددة في أستراليا، وقد اختارت الحكومة الفدرالية سياسة وضع قائمة بالأنواع التي تمثل أولوية تضم 73 نوعا.

وتضيف الباحثة بأن الأمر ينتهي بحماية 6% فقط من الأنواع البرية المهددة، وأن "أحد الأسباب الرئيسية في اختيار العديد من الأنواع في قائمة الأولويات الفدرالية هو جاذبيتها العامة، بدلا من كفاءتها في حماية الأنواع الأخرى، ونحن (كباحثين) نريد تغيير ذلك".

‪الباز الأحمر الشمالي يحقق الحفاظ عليها حماية أفضل للحياة البرية‬  (ويكيبيديا)
‪الباز الأحمر الشمالي يحقق الحفاظ عليها حماية أفضل للحياة البرية‬ (ويكيبيديا)

وتقول الباحثة إن هذا الرقم يمكن أن يتضاعف إلى أن يتجاوز نصف الأنواع المهددة باستخدام نفس الميزانية المتاحة، ولذا فإن نموذج "الأنواع المظلية" المقدم من معدي الدراسة -بقيادة الباحث هيو بوسنجام والمتخصص بعلوم حماية الطبيعية والبيولوجيا- يهدف لتحقيق حماية أفضل لمعظم الأنواع التي تقع في دائرة الخطر بدلا من إحداث بعض التغيرات الإيجابية لأنواع دون غيرها.

ويفرض النموذج هالة من الحماية على كثير من الأنواع الأخرى داخل نفس النظام البيئي بطريقة غير مباشرة، إذ تحتاج بعض الأنواع لمتطلبات معيشية تفوق جيرانها، وحينما تتوافر تلك المتطلبات يسهل على غيرها بالتبعية الحصول على متطلباته.

حان الوقت التصحيح
ويرى الباحثون أن هناك أنواعا مظلية من كلتا المملكتين الحيوانية والنباتية تحقق ذلك المفهوم بشكل أفضل.

ويأتي طائر الباز الأحمر الشمالي الذي يتبع رتبة الجوارح، ودب الكوالا وهو أحد أنواع الثدييات ويتبع جنس الدببة الجرابية من المملكة الحيوانية، ويأتي نفل المروج (نبات علفي يتبع الفصيلة البقولية) ونبات الكتان الأزرق (عشبي معمر موطنه أستراليا) من المملكة النباتية.

ورغم ذلك فإن خطة الحكومة لا تشمل أيا من تلك الأنواع، على الرغم من أن أستراليا ملزمة بمنع المزيد من انقراض الأنواع المهددة وتحسين وضع الحماية بحلول هذا العام.

يقول بوسنجام "الآن بالضبط الوقت الذي تحتاج فيه الحكومات إلى جعل استثماراتها بالطبيعة فعالة بقدر الإمكان، ويمكن للدول أن تحسن بشكل كبير من اختيار الأنواع المظلية لإجراءات الحفظ من خلال الاستفادة من نهج تحديد الأولويات الشفاف والكمي والموضوعي".

ويضيف "مع أزمة انقراض الأنواع، والمواعيد الدولية التي تلوح في الأفق، والتمويل المحدود للمحافظة على البيئة على مستوى العالم، نحتاج إلى أساليب أفضل لتحديد أولويات استثمار الموارد في استرداد الأنواع بكفاءة".

المصدر : الجزيرة