لأول مرة.. اكتشاف أقدم قناة هضمية في تاريخ الأرض

عمر هذا الكائن هو 550 مليون سنة، وينضم لطائفة حيوانية تسمى السحابيات (يوريك ألرت)
عمر هذا الكائن 550 مليون سنة، وهو من فصيلة حيوانية تسمى السحابيات (يوريك ألرت)

شادي عبد الحافظ

أعلن فريق بحثي من جامعة ميسوري الأميركية اكتشاف أقدم كائن حي له قناة هضمية في التاريخ بصحراء نيفادا الأميركية، ونشرت نتائج هذا الكشف الجديد في العاشر من يناير/كانون الثاني الجاري بدورية "نيتشر كومينيكشينز".

وحسب الدراسة الجديدة، فإن عمر هذا الكائن 550 مليون سنة، وهو من فصيلة حيوانية تسمى السحابيات ظهرت في نهاية العصر الإديكاري، الذي امتد من 635 إلى 541 مليون سنة مضت، وشهد المرحلة السابقة لظهور صور الحياة التي نعرفها الآن.

حالة استثنائية
ومن الشائع أن يجد علماء الأحافير السحابيات في مناطق متفرقة من العالم، لكن المشكلة كانت دائما في تحديد طبيعتها، وذلك لأن الحفريات الخاصة بتلك الكائنات لم تكن محفوظة بشكل جيد، وحتى لحظة ظهور الدراسة الجديدة كان الجدل بين الباحثين مستمرا بشأن إذا كانت تابعة لطائفة اللاسعات أو الدوديات.

تمتاز اللاسعات بقناة هضمية بدائية ذات فتحة واحدة فقط تعمل كفم وفتحة شرج في الوقت نفسه، أما الدوديات فلها قناة هضمية متطورة ذات فتحتين، الأولى تعمل كفم والثانية كفتحة شرج.

وحسب الدراسة الجديدة، فإن تلك هي المرة الأولى التي تتحقق فيها حالة من الحفظ الاستثنائي لإحدى المجموعات من حفريات السحابيات، وتمكن الباحثون من رصد طبيعة تلك الكائنات بشكل أفضل، وكانت –حسب الدراسة– أقرب للدوديات.

‪الباحثون‬ (مواقع إلكترونية)
‪الباحثون‬ (مواقع إلكترونية)

انفجار الحياة
وللتوصل إلى تلك النتائج، استخدم الباحثون مجهر الأشعة السينية الدقيق من جامعة ميسوري، وعن طريق تلك القطعة التقنية التحليلية الفريدة تمكن الباحثون من خلق صورة رقمية ثلاثية الأبعاد للحفرية محل الفحص، حيث سمحت هذه التقنية للعلماء برؤية ما كان داخل الهيكل الأحفوري.

وتأتي تلك النتائج في سياق حالة من التساؤل البحثي عن سبب تلك القفزة الشاهقة في طبيعة الحياة على سطح الأرض، فبحلول نهاية العصر الإديكاري تغيرت الحياة من صورة بسيطة للغاية إلى صور أقرب للتي نعرفها الآن.

تسمى الفترة التي حدث فيها هذا التغير "الانفجار الكامبري"، وكلمة "انفجار" في هذا الاصطلاح تعني ظهور مفاجئ نسبيا للكثير من صور الحياة المعقدة على سطح كوكب الأرض.

وحسب الدراسة الجديدة، فإن ذلك الكشف يعطي فكرة عن حالة انتقالية عاشتها الكائنات الحية في تلك الفترة، حيث أصبحت في ما بعد أكثر تعقيدا، لكنها بالطبع لا زالت خطوة في سياق جدل بحثي طويل ومثمر في الوقت ذاته.

المصدر : الجزيرة