إذا أصبحت الأرض غير صالحة للسكن.. هذه أماكن مقترحة لعيش الإنسان

Said سعيد - التغيرات المناخية الحالية باتت تشكل تهديدا حقيقيا لسكان الأرض – بيكسلز – متاح الاستخدام - أين سيعيش البشر إذا أصبحت الأرض غير صالحة للسكن؟
التغيرات المناخية الحالية تشكل تهديدا حقيقيا لسكان الأرض (بيكسلز)

يتزايد خطر تغير المناخ أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي دفع كثيرين للتفكير في ما يمكن فعله إذا أصبح العيش على كوكب الأرض مستحيلا.

وذكر تقرير نشره موقع "ميتيو ويب" الإيطالي أن التغيرات المناخية الحالية تشكل تهديدا حقيقيا لسكان الأرض، في ظل انتشار الحرائق والفيضانات وانقراض بعض فصائل الحيوانات والنباتات، في حين لم يغير الإنسان سلوكه الهمجي الذي يدمر الأرض. لكن أين سيعيش البشر إذا أصبح كوكب الأرض غير صالح للسكن؟

مستعمرات جيف بيزوس المدارية
استعرض التقرير اقتراحات بعض الشخصيات المهمة التي تولي اهتماما كبيرا لهذا الموضوع، من بينها جيف بيزوس الذي يرى أنه يتوجب علينا فعلا مغادرة كوكب الأرض.

ويرى بيزوس أن الحياة في المستقبل البعيد ستكون مثل الحياة الحالية، حيث يجتمع الناس، ويذهبون إلى العمل، ويتمتعون بعطلة نهاية الأسبوع.

وأن الفرق الوحيد بين الحاضر والمستقبل هو أن البشر في المستقبل البعيد سيعيشون في مستعمرات ضخمة تدور جميعها حول كوكب الأرض.

وتستند رؤية بيزوس إلى فكرة طرحها العالم جيرارد أونيل خلال سبعينيات القرن الماضي، حيث اقترح إمكانية عيش البشر في مستعمرتين يبلغ قطر كل واحدة منهما 6.5 كيلومترات وطولها 26 كيلومترا. وستدور هذه المستعمرات حول نفسها بعكس اتجاه عقارب الساعة لمواصلة الالتقاء بالشمس.

وخلال مؤتمر تابع لشركة "بلو أوريجين"، اقترح بيزوس بناء سلسلة من المستعمرات التي يمكن تصميمها لاستخدامات محددة، حيث إن بعضها سيكون مخصصا للسكن، في حين ستكون الأخرى موجهة للصناعة والترفيه فقط.

أما بالنسبة للطقس، فإنه سيكون حسب بيزوس مثل طقس ماوي بجزيرة هاواي في أفضل أيامه طوال السنة.

القمر والمريخ
وبدأت الحكومات والعلماء ورجال الأعمال بعد التغيرات المناخية يأخذون بجدية بعض المفاهيم التي كانت تعد في الماضي خيالا علميا أكثر من كونها حقيقة واقعية.

يقول لتيريز جريبيل نائب المدير العام لبرامج إدارة بعثات الفضاء في وكالة ناسا "لقد برهن الناس دائما على أنهم سيفعلون كل ما بوسعهم للبقاء على قيد الحياة، وإذا أصبح كوكب الأرض غير صالح للسكن فسيكون هناك حتما دافع للذهاب إلى مكان آخر".

‪لو اختار البشر العيش على سطح القمر فلا بد من استخدام الجليد المكتشف حديثا في أقطابه لتحويله إلى ماء وأكسجين وهيدروجين‬ (بيكسلز)
‪لو اختار البشر العيش على سطح القمر فلا بد من استخدام الجليد المكتشف حديثا في أقطابه لتحويله إلى ماء وأكسجين وهيدروجين‬ (بيكسلز)

ومن المتوقع أن يأخذ العيش في الفضاء أشكالا مختلفة؛ فحسب جريبل "يمكن للبشر العيش بصفة عادية على سطح القمر بحلول سنة 2028، شريطة أن تتمكن وكالة ناسا من إيجاد طريقة تجعلنا نجتاز ليل القمر البارد".

ويفضل إيلون ماسك، مؤسس شركة "سبيس إكس"، خيار العيش على كوكب المريخ. ويكمن التحدي الرئيسي لكل اقتراح في إيجاد طريقة مثلى تمكن من استخراج الموارد اللازمة من أي مكان يختار البشر العيش فيه.

فمثلا لو اختار البشر العيش على سطح القمر، فإنه لا بد من استخدام الجليد المكتشف حديثا في أقطابه لتحويله إلى ماء وأوكسجين وهيدروجين. وتعد شركة "آي سبيس" واحدة من بين الشركات التي تعتقد أن هذه الفرصة مميزة جدا، ولا يمكن التفريط فيها.

من جانبها، أكدت إحدى الشركات اليابانية التي تؤيد الفكرة نفسها أنها تمكنت من جمع نحو مئة مليون دولار، وهي على أهبة الاستعداد للذهاب إلى القمر وبدء الحفر.

أحلام ومشكلات
تتمثل أكبر عقبة تحول دون العيش في الفضاء في إيجاد الموارد اللازمة لتزويد احتياجات النقل؛ لذلك هناك حاجة ماسة إلى الكثير من الوقود، مما يعني أن الحفر على سطح القمر يعد أفضل طريقة للحصول عليه.

وأضاف التقرير أن أنشطة الحفر على القمر تعد جزءا أساسيا من خطة "بيزوس"، التي تتمحور حول إمكانية الهبوط على سطح القمر بحلول عام 2024. وعموما، هناك بعض الشكوك التي تحوم حول نجاح فكرة أنشطة الحفر على سطح القمر.

ويذكر التقرير أن شركة "آي سبيس" تتوقع أن تكلف عملية بدء إنتاج الوقود من جليد القمر نحو عشرة مليارات دولار، مما سيدفع الحكومات إلى القيام باستثمارات ضخمة، وهو ما يبدو غير مرجح نظرا للمشاكل الداخلية الحالية التي تعاني منها معظم الدول المتقدمة، والتي لا تزال تبحث عن حلول جذرية تخرجها من هذه الأزمة.

المصدر : مواقع إلكترونية