جدران الكهوف سجلات للاحترار وارتفاعات مستويات البحار

Said سعيد - آثار ارتفاعات مستوى سطح البحر الحالية في عصر البليوسين نتيجة للاحترار مسجلة على جدران الكهوف – بيكسلز – متاح الاستخدام - جدران الكهوف سجلات للاحترار وارتفاعات مستويات البحار
آثار ارتفاعات مستوى سطح البحر في عصر البليوسين نتيجة للاحترار مسجلة على جدران الكهوف (بيكسلز)

فكرت المهدي

ساعدت دراسة التكوينات الصخرية العملاقة داخل كهوف أرتا المتواجدة على ساحل مايوركا الإسبانية، العلماء في تأريخ حركة البحار تبعا لتغير درجة الحرارة.

وبتاريخ 30 أغسطس/آب 2019، نشرت دراسة مشتركة بين جامعة جنوب فلوريدا وجامعة كولومبيا وجامعة نيو ميكسيكو الأميركية وجامعة جزر البليار الإسبانية في دورية نيتشر.

وتشير هذه الدراسة إلى أن مياه البحار المالحة قد صقلت الهوابط ذات الشكل البصلي قبل 4.39 ملايين سنة، وتركت آثارها على ارتفاعات تزيد على معدلات مستوى سطح البحر الحالية بنسب ملحوظة.

مناخ العصر البليوسيني سيعود
وتظهر الدراسة أن منسوب سطح البحر كان قد ارتفع خلال العصر البليوسيني بمقدار 16 مترا عما هو عليه الآن.

وقد عرفت الأرض بمناخها الدافئ آنذاك، ويتوقع العلماء أن يعود مناخ الأرض الدافئ ذاك بحلول عام 2100 نتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري.

وقد قدمت هذه الدراسة النظرة الأكثر دقة حتى الآن لما قد يحدث نتيجة تغير المناخ وذوبان الصفائح الجليدية من ارتفاع مستوى سطح البحار والمحيطات، وهي عملية يتطلب حدوثها مئات الآلاف من السنين.

ويتوقع العلماء أن تضعهم هذه الدراسة على المسار الصحيح لمزيد من العمل بهدف التنبؤ بمدى تأثير ذوبان صفائح الجليد في القارة الجنوبية على معدل ارتفاع مياه المحيطات.

‪العلماء فتشوا الكهوف بحثا عن دليل على تغير مستوى سطح البحر في الماضي‬ (بيكسلز)
‪العلماء فتشوا الكهوف بحثا عن دليل على تغير مستوى سطح البحر في الماضي‬ (بيكسلز)

وقد توصل الفريق إلى أنه على الرغم من ذوبان الصفائح الجليدية الأصغر حجما في غرينلاند وغرب القارة القطبية الجنوبية، فإن أجزاء الطبقة الجليدية الضخمة في شرقها قد ذابت عند انحدارها إلى مياه المحيط آنذاك.

آثار المعادن في الصواعد والنوازل
اعتاد علماء المناخ قديما استخدام طريقتين لرسم سيناريو تغيرات مستوى سطح البحر، تعتمد الأولى منهما على مقارنة نوعين من الأكسجين أو النظائر الموجودة في الكائنات البحرية المتحجرة بسجل عالمي لنسب الأكسجين ودورات الطبقة الجليدية.

في حين تعتمد الطريقة الثانية على الاستعانة بأعمار الشعاب المرجانية القديمة، لتقدير المستويات القديمة لسطح البحار.

وفي دراستهم الحالية، قام العلماء بتفتيش الكهوف بحثا عن دليل على تغير مستوى سطح البحر في الماضي. وبحث الفريق في تكوين الرواسب المعدنية في الصواعد والنوازل التي ترسبت على مر مئات الآلاف من السنين نتيجة ارتطام مياه البحر بجدران الكهوف.

وقارنوا نسب اليورانيوم بالرصاص الموجود في المعادن، وذلك لتحديد زمن تكوين رواسب البليوسين القديمة.

وقد وجد الباحثون أن ارتفاع منسوب المياه في العصر البليوسيني قد خلّف وراءه رواسب معدنية على ارتفاعات تتراوح بين 14.7 و23.5 مترا فوق مستوى سطح البحر الحالي في يومنا هذا.

ويتوقع علماء المناخ أن تزايد درجات الحرارة العالمية بمعدل 2-3 درجات مئوية مع حلول عام 2100، سيرافقه عودة منسوب سطح مياه البحار إلى ما كان عليه قبل 4.39 ملايين سنة.

المصدر : مواقع إلكترونية