هل غابات الأمازون حقا رئة الأرض؟

A man works in a burning tract of Amazon jungle as it is being cleared by loggers and farmers in Iranduba, Amazonas state, Brazil August 20, 2019. REUTERS/Bruno Kelly
حرائق الأمازون لا تؤثر كثيرا على الأوكسجين، لكنها تضر كثيرا بالتنوع البيئي الفريد من نوعه في تلك المنطقة (رويترز)
"الأمازون رئة الأرض".. مقولة ترددت كثيرا على الشفاه هذه الأيام، لكن الواقع أن إنتاج الأكسجين لا يعتمد فقط على الغطاء النباتي الأرضي، حسب صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.
 
الصحيفة نبهت إلى أن هذه الفكرة متجذرة بقوة في العقول، بحيث أصبحت عبارة "الرئة الخضراء لكوكب الأرض" مرادفة لغابات الأمازون المطيرة.
 
ولفتت إلى أن قسم الإعلام بالرئاسة الفرنسية استخدم مؤخرا هذه الصيغة مع تغريدة للرئيس الفرنسي تقول إن الأمازون تنتج "20% من الأوكسيجين" الذي نتنفسه، مشيرا إلى أن المعلومتين غير صحيحتين، وأنهما قد تجعلان بعض الناس يعتقدون أن استمرار حرائق الأمازون قد يسبب نقصا في الأكسجين، الأمر الذي أكدت الصحيفة أنه غير صحيح البتة.

وفسرت الصحيفة ذلك بقولها إن غابات الأمازون المطيرة -رغم عظمتها- لا تنتج سوى جزء بسيط من الأكسجين في الجو.

 
وأضافت أن المحيطات هي التي تنتج نصف الأكسجين الذي نتنفسه، والباقي ينبعث من الغطاء النباتي الأرضي الذي لا تمثل منه غابات الأمازون إلا جزءا صغيرا جدا، وبالتالي فهي مصدر لنحو 5% فقط من إجمالي الأكسجين في الغلاف الجوي.
 

"لوفيغارو" لفتت في المقابل إلى أن هذا لا يعني أن إزالة الغابات من حوض الأمازون لا يمثل كارثة حقيقية، إذ إنه يعرض السكان الأصليين للخطر، ويزيل هذا التنوع البيولوجي الفريد من نوعه في العالم، سواء بالنسبة للنباتات أو الحيوانات. كما له تأثير كبير على المناخين الإقليمي والعالمي.

إلى جانب ذلك، تلعب غابات الأمازون دورا منظما أقل شهرة لمناخ قارة أميركا الجنوبية بأكملها، إذ إن هذه الغابة المطيرة الاستوائية تمثل مصيدة للسحب المتبخرة من المحيط، وتعيد توزيعها في جميع أنحاء القارة.

المصدر : لوفيغارو