العلم يكشف سرا جديدا عن الدوران الفائق للب الأرض
فكرت المهدي
يطرح ترتيب طبقات الأرض بهذه الطريقة كثيرا من الأسئلة، ولعل أهمها ما يتعلق بأمور الدوران الفائق للنواة الداخلية.
في بحثه الجديد يدرس جون فيديل من جامعة جنوب كاليفورنيا تسجيلات زلزالية عشوائية رُصدت نتاجا لتجربتين نوويتين منفصلتين أجراهما الاتحاد السوفيتي في أرخبيل نوفايا زميليا في شمال روسيا في الفترة الزمنية الممتدة ما بين عامي 1971 و1974.
إذ عندما أجريت تلك الانفجارات النووية قبل عقود، قامت محطات الرصد الزلزالي برصد شدة هذه الانفجارات في جميع أنحاء العالم. وبتحليل بيانات الرصد تلك تم قياس حركة اللب الداخلي استنادا إلى الموجات الزلزالية المكتشفة.
وقدر فيديل أن اللب الداخلي يدور بمعدل يزيد على معدل دوران الكوكب بمقدار 0.07 درجة سنويا ما بين عامي 1971 و1974، وبالتالي إن كان هذا القياس صحيحا، فذلك يعني أنه في حال وقوف شخص ما في بقعة ما عند خط الاستواء، فإن جزء لب النواة الداخلي الذي كان تحته سابقا سيكون على بعد 4.8 أميال بعد عام كامل.
الشك في نتائج الدراسات السابقة
يعتبر فيديل أن الرقم الذي توصل إليه في دراسته الجديدة أكثر موثوقية مما سبقه من تقديرات مختلفة، ولا سيما تقديره السابق الذي طرحه عام 2000 عندما كان عضوا في فريق بحثي عمل على تحليل بيانات التجارب النووية نفسها، وقام بحساب سرعة الدوران الفائقة في الفترة الواقعة ما بين 1971 و1974، حيث تم تقديرها آنذاك بـ0.15 درجة في السنة.
وفي دراسته الجديدة يشرح فيديل الطرق الحسابية التي استخدمها في تصحيح البيانات ومعالجتها وتفسيرها. وهنا تجدر الإشارة إلى أنه تم طرح نظرية الدوران الفائق لأول مرة في السبعينيات من القرن العشرين، إلا أن أول دليل جزيئي للنمذجة والبيانات الزلزالية لم يظهر إلا في التسعينيات، أي قبل بضع سنوات من نشر بحث فيديل الأول عام 2000.
وقد عرض العلماء تفسيرات أخرى عن سبب اختلاف القراءات والتقديرات المتعلقة بمعدلات الدوران الفائقة للب الداخلي، منها ما يرتبط بالاختلافات في سطح اللب الداخلي نفسه، ومنها ما يعزى إلى أنها تعتبر دراسات نظرية بحتة لجزء من الأرض يستحيل الوصول إليه.