الإفراط في المخصبات الزراعية يتسبب في موت الحياة البحرية

Said سعيد - ملايين الأطنان من الرواسب الغنية بالمغذيات تصب في خليج المكسيك كل عام وتؤدي إلى الإثراء الغذائي وظهور المناطق الميتة - - الإفراط في المخصبات الزراعية يتسبب في موت الحياة البحرية
ملايين الأطنان من الرواسب الغنية بالمغذيات تصب في خليج المكسيك كل عام وتؤدي إلى الإثراء الغذائي وظهور المناطق الميتة (فليكر)

طارق قابيل

أكد علماء من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي "نوا" وجامعة ولاية لويزيانا، أن تساقط الأمطار في الربيع سيؤدي إلى تكوين واحدة من أكبر "المناطق الميتة" على الإطلاق في خليج المكسيك.

وتوقعوا أن تصبح مساحة بحجم ولاية نيو جيرسي تقريبا قاحلة تماما هذا الصيف، مما يشكل تهديدا كبيرا للأنواع البحرية وللصيادين الذين يعتمدون عليها.

كارثة مصائد الأسماك
تشق المياه المتساقطة على الأراضي الزراعية المخصبة بالأسمدة طريقها عبر الجداول والأنهار إلى مناطق الصيد في خليج المكسيك قبالة ساحل ولاية المسيسيبي.

ويتسبب فائض المغذيات في تفتح الطحالب الصغيرة، ثم موتها وتحلّلها، وهي عملية تمتص جميع الأكسجين من الماء، وتحوّله لبيئة سامة تخنق الأسماك وتدفعها للهروب، تعرف باسم "المنطقة الميتة".

وتغطي مئات المناطق الميتة حول العالم 100 ألف ميل مربع مجتمعة، وتسببت في نقل أو موت ما يقرب من 10 ملايين طن من الكتلة الحيوية.

وتقدر "نوا" أن 65% من مصبات الأنهار والمجاري المائية الساحلية تعاني من التدهور الشديد بسبب هذه الظاهرة. وتعد المنطقة الميتة في خليج المكسيك، التي تغذيها المياه المحملة بالمغذيات المتسربة من مصب نهر المسيسيبي، ثاني أكبر منطقة ميتة في العالم، ومن المتوقع أن يزداد الأمر سوءا مع استمرار تغير المناخ.

وقال عالم المحيطات التابع لإدارة "نوا" ديفد شويرر إن "الطقس القاسي الأخير في الغرب الأوسط سيؤدي بالتأكيد إلى تفاقم المشكلة".

وأفادت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية هذا الأسبوع بأن نهر المسيسيبي في خضم أطول دورة فيضان منذ عام 1927.

وأظهرت التحليلات التي أجراها مراقبو المسح الجيولوجي الأميركي للفرشات المائية في المسيسيبي وأتشافاليا، أن تصريف هذه الأنهار يزيد بنسبة 67% عن متوسط الفترة نفسها بين عامي 1980 و2018. ويتنبأ نموذج "نوا" بأن تغطي المنطقة الميتة هذا الصيف 7829 ميلا مربعا.

منطقة مقفرة
ووصفت عالمة البيئة البحرية في "جامعة ولاية لويزيانا" نانسي راباليز الوضع الكارثي بأنه واحد من أقسى ما رأته، وقالت "إنه دائم، ولا يظهر أي علامات على التناقص". وأضافت أن "المنطقة الميتة يمكن أن تحوّل الخليج إلى منطقة مقفرة".

ويقول العلماء إنه للحفاظ على الحياة البحرية في خليج المكسيك يجب تخفيض مساحة المنطقة الميتة التي تبلغ مساحتها 1900 ميل مربع بنسبة 75% في السنوات الخمس عشرة القادمة حتى تلبي وكالة حماية البيئة الحجم المستهدف للمنطقة الميتة بحلول عام 2035.

لذلك أنشأت وكالة حماية البيئة فرقة عمل تهدف إلى خفض كميات النيتروجين والفوسفور التي تصل إلى المجاري المائية في المنطقة.

وكشفت دراسة أجريت عام 2018 ونشرت في مجلة ساينس، أن الأمر سيستغرق ما لا يقل عن 30 عاما حتى تستعيد المنطقة الميتة في الخليج عافيتها.

المصدر : مواقع إلكترونية