خرائط عالمية لعلاقات التكافل بين الأشجار والكائنات الدقيقة

Life in Leticia's Amazonas- - LETICIA, AMAZONAS, COLOMBIA- FEBRUARY 23: The Flooded Forests of the Amazon are seen as they are seasonally covered by the water that overflows from the regular course of the rivers in Leticia, Colombia on February 23, 2019. Thousands of tourists from different regions of the world travel to Latin America to learn a little bit about the natural, cultural and social immensity of the Amazon basin. Few places in Colombia can afford to be a refuge of peace, they haven't had the Colombian conflict so present during the years, but it is a territory which has been forgotten by the government. In terms of public services, the inhabitants say that although they have been growing, there is still a need for at least 30% of the population to have electricity and drinking water. This region stretches along the borders of 9 countries where indigenous cultures and endemic species survive on the banks of one of the longest and dangerous rivers in the world. The imposing river houses indigenous communities, of which almost nobody in the country knows. Isolation and forgetting mark its history, they're looking to change this part working in different projects what embrace ecotourism and social inclusion to the indigenous of the area.
علاقات التكافل الوثيق بين نوعين مختلفين من الكائنات أو أكثر تعد من أهم العلاقات السائدة بين مختلف الكائنات الحية (الأناضول)

الصغير محمد الغربي

وضع باحثون خرائط لأهم أنواع العلاقات التكافلية بين الأشجار والبكتيريا والفطريات في مناطق مختلفة من العالم. وهو ما مكنهم من وضع قاعدة بيولوجية جديدة تحدد موقع ازدهار أشكال معينة من هذه العلاقات وتطورها. 

وكشفت دراسة جديدة قام بها ما يزيد على مئتي عالم، وتعتمد على رسم ثلاثة خرائط للعلاقات التكافلية الأكثر انتشارا على سطح الأرض، وتضم أكثر من 1.1 مليون موقع غابي و28 ألف نوع من الأشجار؛ عن خصائص جديدة لتلك العلاقات وعوامل اختلافها بين مكان وآخر، وهو ما يساعد العلماء في المستقبل على فهم كيفية تكون هذه العلاقات التكافلية في الغابات وكيف يمكن أن تتأثر بالاحترار الذي تشهده الأرض.

 منافع متبادلة
تعتبر علاقات التكافل أو الارتباط الوثيق بين نوعين مختلفين من الكائنات أو أكثر بما يعود بالنفع على كل منهما من أهم العلاقات السائدة بين مختلف الكائنات الحية كالحيوانات والنباتات والبكتيريا والفطريات. 

وركز الباحثون في رسم الخرائط الجديدة على ثلاثة من أكثر أنواع علاقات التكافل شيوعا، وهي تلك التي تجمع الأشجار والفطريات الجذرية المفصلية والفطريات الحلقية والبكتيريا المثبتة للنيتروجين.

وتشمل كل فئة من هذه الفئات آلاف الأنواع من الفطريات أو البكتيريا التي تشكل شراكات فريدة مع أنواع الأشجار المختلفة.

واستخدم الباحثون لإنجاز هذه الخرائط بيانات ضخمة حول ملايين الأشجار في مناطق مختلفة من العالم تم جمعها في إطار المبادرة العالمية للتنوع البيولوجي للغابات، التي قامت بمسح الغابات والأراضي الحرجية والسافانا في جميع القارات (باستثناء القارة القطبية الجنوبية) والنظام البيئي على الأرض.

قاعدة بيولوجية جديدة
قام العلماء باستخراج معلومات من قاعدة البيانات هذه، حول موقع 31 مليون شجرة والفطريات أو البكتيريا التي ترتبط بها في خوارزمية تعليمية لدراسة كيفية تأثير المتغيرات المختلفة كالمناخ وكيمياء التربة والغطاء النباتي والتضاريس في هذه العلاقة.

ووجد الباحثون أن البكتيريا المثبتة للنيتروجين قد تكون محدودة بسبب درجة الحرارة وحموضة التربة، في حين أن نوعي الفطريات موضوع الدراسة يتأثران بشدة بالمتغيرات التي تحدد نسق تحلل المادة العضوية في البيئة مثل درجة الحرارة والرطوبة.

ومكنت هذه الاستنتاجات من وضع قاعدة بيولوجية جديدة، أطلق عليها الفريق "قاعدة ريد"؛ نسبة لرائد أبحاث التكافل عالم النبات الإنجليزي ديفيد ريد.

وقال برايان شتاينجر الباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة ستانفورد "يوجد كثير من الأنواع التكافلية المختلفة، ويظهر أنها تتبع قواعد واضحة"، ويضيف المؤلف الرئيسي للدراسة "تتنبأ نماذجنا بتغييرات هائلة في الحالة التكافلية لغابات العالم، وهي تغييرات قد تؤثر على نوع المناخ الذي سيعيش فيه أحفادك".

توقعات
وأعطى العلماء مثالا على كيفية تطبيق هذا البحث، باستخدامهم الخرائط الجديدة للتنبؤ بكيفية تغير علاقة التكافل بين هذه الكائنات الثلاث بحلول عام 2070 إذا استمرت انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بالوتيرة الحالية نفسها.

وكشف هذا السيناريو عن انخفاض بنسبة 10% في الكتلة الحيوية لأنواع الأشجار المرتبطة بنوع من الفطريات الموجودة، خاصة في المناطق الأكثر برودة.

وحذر الباحثون من أن مثل هذه الخسارة يمكن أن تؤدي إلى مزيد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لأن هذه الفطريات تميل إلى زيادة كمية الكربون المخزنة في التربة.

يقول الباحثون إنه ستتم إتاحة خرائط هذه الدراسة مجانًا، على أمل مساعدة العلماء الآخرين على إدراج علاقة الأشجار التكافلية مع كائنات أخرى في أبحاثهم. في الوقت الذي يعتزمون فيه توسيع نطاق عملهم إلى ما وراء الغابات لمحاولة فهم كيفية تأثير تغير المناخ على النظم الإيكولوجية.

المصدر : الجزيرة