تصادمات الألواح التكتونية للأرض تسببت في العصور الجليدية

A view of icebergs remaining after a break-up of Wilkins ice shelf on the Antarctic Peninsula, January 19, 2009. Picture taken January 19, 2009. REUTERS/Alister Doyle
الدراسة تقدم نظرة جديدة لأسباب حدوث العصور الجليدية والتي كان يعتقد أنها مرتبطة بالانفجارات البركانية (رويترز)

محمد الحداد

كشف فريق من الباحثين الأميركيين أن آخر ثلاثة عصور جليدية رئيسية -وقد حدثت منذ أكثر من 540 مليون عام- سبقتها جميعا تراكمات تكتونية ضخمة حول خط الاستواء.

ونشر الباحثون دراستهم في مجلة "ساينس"، وهي تقدم نظرة جديدة لأسباب حدوث العصور الجليدية، والتي كان يعتقد حتى وقت قريب أنها مرتبطة بالانفجارات البركانية.

في البداية، كان الفريق البحثي بقيادة فرانسيس ماكدونالد من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، يبحث في عمليات تصادم الصفائح التكتونية التي تسببت في تكوين جبال الهيمالايا.

فعندما تضغط الصفيحة المحيطية على الصفيحة القارية، ينتج عن ذلك تكوين سلسلة جبلية من الصخور الحديثة. واكتشف الفريق الاصطدامات التي أنتجت جبال الهيمالايا في المناطق المدارية بالقرب من خط الاستواء.

ووجد الباحثون أيضا أن كل التصادمات سبقتها على الفور أحداث تبريد جوي عالمية، مما دفعهم إلى التفكير في سؤال: هل يمكن أن يؤدي تفاعل الصخور الجديدة كيميائيا إلى تبريد عالمي؟

وبعد النظر في معدل تفاعل الصخور من الصفيحة المحيطية -المعروفة باسم الأفيوليت- مع ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وجد الباحثون أن هذا التفاعل يمكن أن يزيل ما يكفي من غاز الدفيئة لإحداث عصر جليدي.

بعد ذلك شرعوا في البحث لمعرفة ما إذا كان هذا النمط من العمليات قد عُثر على أدلة له في العصور الجليدية الأخرى. وتتبعوا أحداث التبريد مرة أخرى من 540 مليون سنة ماضية، وضموها إلى مواقع التصادمات القارية. وأظهرت النتائج أنه قبل كل عصر جليدي كانت هناك تصادمات في المناطق المدارية.

تفاعل
وتشير الدراسة إلى أن الحرارة والرطوبة في المناطق المدارية ساعدتا على تحفيز التفاعل الكيميائي بين الكالسيوم والمغنيسيوم الموجود في الصخور، وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما أدى إلى امتصاص الغاز من الجو.

ويؤثر ثاني أكسيد الكربون على الغلاف الجوي، فهو يخلق حاجزا حول الأرض يمنع الحرارة من التسرب مرة أخرى إلى الفضاء، لذلك تؤدي إزالته إلى انخفاض درجة حرارة الأرض.

العصر الجليدي الحالي
وتمر الأرض حاليا بفترة دافئة ضمن عصر جليدي بدأ قبل 2.5 مليون عام. ووفق الدراسة فإن من المرجح أن الاصطدامات الهائلة بين الصفائح التكتونية دفعت صخور المحيط إلى أعلى، إلى بيئات استوائية حارة ورطبة، حيث بدأت في سحب ثاني أكسيد الكربون من الهواء.

وتستند نتائج الدراسة إلى تحليل غرزتين في جبال الهيمالايا في مناطق الصدع الرئيسية، حيث تصطدم الصفائح المحيطية والقارية. تشكلت الغرزتان في الأصل بالقرب من خط الاستواء منذ 50 مليون سنة و80 مليونا على التوالي، وحدثت قبل أحداث التبريد العالمية الكبرى مباشرة.

وتشير الدراسة إلى أنه في الوقت الحالي، هناك منطقة في إندونيسيا تشهد تصادم لوحين تكتونيين. وقد يكون هذا التصادم هو المسؤول عن العصر الجليدي الحالي، والمناخ البارد الذي تشهده الأرض حاليا والمسطحات الجليدية.

وقال ماكدونالد في البيان الصحفي الذي نشرته الجامعة إنه يتوقع أن تعود الأرض إلى حالة مناخية غير جليدية، عندما ينتهي العصر الحالي في غضون حوالي عشرة ملايين سنة.

المصدر : الجزيرة