اكتشاف نجم "القزم الأبيض" الأقدم والأكثر برودة حتى الآن

ذكرت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) أن خبيرة فضاء ألمانية متطوعة في مشروع بقيادة ناسا اكتشفت النجم القزم الأبيض الأقدم والأكثر برودة في ما يعرف حتى الآن، والمحاط بشكل كبير بالحطام والغبار.

وكانت ميلينا تيفنوت أحد المتطوعين الذين قاموا بفرز البيانات التي سجلها تلسكوب الفضاء "وايد فيلد إنفراريد سيرفي إكسبلورر" التابع لناسا، كجزء من مشروع "عوالم الفناء الخلفي"، واكتشفت بقايا بحجم كوكب الأرض لنجم ميت (لا يحدث به أي اندماج نووي)، وذلك خلال بحثها في سجلات وكالة الفضاء الأوروبية.

وكانت الخبيرة الألمانية تبحث عن أقزام بنية اللون -وهي أجرام تزيد في الحجم على الكواكب ولكنها تقل عن النجوم- عندما وجدت شيئا أكثر بريقا وأبعد مسافة.

وتم تقديم المعلومات إلى مركز "غودارد سبيس فلايت" للرحلات الفضائية التابع لناسا في ولاية ماريلاند، الذي استخدم بعد ذلك أحد أكبر التلسكوبات في العالم في مرصد كيك في هاواي لدراسة القزم الأبيض.

وقالت تيفنوت -وهي واحدة من بين 150 ألف عالم متطوع يعملون في مشروع "عوالم الفناء الخلفي"- إن القدرة على الاتصال بمثل هذه الموارد المثيرة للإعجاب هي "جانب محفز حقا" للمشروع. 
     
واعتبر رئيس المشروع مارك كوشنر أن العمل مع علماء متطوعين "يؤدي دائما إلى المفاجآت"، وأضاف "إنهم حريصون على العمل بصورة مفرطة، احتفل المشروع فقط بعيد ميلاده الثاني، واكتشفوا بالفعل أكثر من ألف من الأجرام التي من المرجح أنها أقزام بنية اللون".

وقالت ناسا إن القزم الأبيض -الذي أطلق عليه اسم "J0207"- يبعد نحو 145 سنة ضوئية في مجموعة الجدي النجمية، ويبلغ عمره نحو ثلاثة مليارات عام، استنادا إلى درجة حرارته التي تبلغ 5800 درجة مئوية.

ويعتقد العلماء أنه يمكن أن يكون هذا هو أول قزم أبيض له عصابات متعددة من الغبار. ويجبر الاكتشاف الفلكيين على "إعادة النظر في نماذج من أنظمة الكواكب، كما يمكن أن يساعدنا في التعرف على المستقبل البعيد لنظامنا الشمسي"، وفقا لما قاله متحدث باسم وكالة ناسا.

وقال جون ديبيس، وهو عالم فلك بمعهد علوم التلسكوب الفضائي في بالتيمور وعضو بالمشروع"، إن القزم الأبيض J0207 قديم للغاية.

وأضاف "معظم النماذج التي ابتكرها العلماء لشرح الحلقات حول الأقزام البيضاء لا تعمل بشكل جيد إلا عندما يصل (عمرها) إلى مئة مليون سنة، لذا فإن هذا النجم يتحدى بالفعل افتراضاتنا حول كيفية تطور أنظمة الكواكب".