باحث مصري يتنصت على أحاديث البكتيريا في أجسامنا

عثر مختبر محمد أبو دنيا على مضادات حيوية في الميكروبيوم البشري (يوريك ألرت)
مختبر محمد أبو دنيا عثر على مضادات حيوية في الميكروبيم البشري (يوريك ألرت)

شادي عبد الحافظ

أعلن فريق بحثي من جامعة برينستون عن توصله إلى آلية جديدة يمكن من خلالها التنصت على الأحاديث الجارية بين الخلايا البكتيرية التي تعيش في أجسامنا، وذلك عن طريق كشف تركيب المواد المكونة للإشارات الكيميائية التي تتبادلها البكتيريا فيما بينها.

وقاد الفريق البحثي -الذي قام بتلك الدراسة التي نشرت في دورية "ساينس" يوم 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري- الباحث المصري الدكتور محمد أبو دنيا الأستاذ المساعد بقسم البيولوجيا الجزيئية في جامعة برينستون.

خوارزميات ذكية لتحليل الجينات
وبحسب الدراسة الجديدة، فإن هذا الفريق قد استخدم خوارزميات ذكية لتحليل حزم من الجينات وجدت في عينة ضخمة أخذت من الأنسجة والسوائل الجسدية الخاصة بالبشر من نطاقات عمرية وجغرافية متنوعة.

وبتحليل تلك الحزم الجينية أمكن رصد الجينات البكتيرية المسؤولة عن تركيب تلك المواد الكيميائية، والتي تتبادلها البكتيريا كرسائل في حالات الحرب بين بعضها البعض أو تستخدمها في بعض الأحيان ضد بعض خلايا الجسم.

وبحسب الدراسة، وجد الفريق بعد البحث مجموعة من المركبات تسمى "البوليكيدات من النوع الثاني"، وبعض منتجاتها بالفعل شائعة في أدوية علاج السرطان والمضادات الحيوية، وكانت تلك هي المرة الأولى التي أمكن رصدها في جسم الإنسان.

‪البكتيريا تستخدم رسائل كيميائية في حالات الحرب بين بعضها البعض أو تستخدمها أحيانا ضد بعض خلايا الجسم‬ (بيكسابي)
‪البكتيريا تستخدم رسائل كيميائية في حالات الحرب بين بعضها البعض أو تستخدمها أحيانا ضد بعض خلايا الجسم‬ (بيكسابي)

وإلى جانب ذلك، وجد أن 13 حزمة جينية مسؤولة عن إنتاج تلك المواد الكيميائية موجودة في معدة وفم وعلى جلد عينة بشرية ضخمة تمتد بداية من الولايات المتحدة، وصولا إلى جزر فيجي التي تقع بجوار أستراليا في المحيط الهادي.

فوائد عدة
يفيد هذا الكشف الجديد في نطاقات بحثية عدة نشطة، فعلى سبيل المثال سوف يساعد ذلك على تطوير مضادات حيوية جديدة، خاصة حينما تستخدم العديد من الفرق البحثية نفس الآلية لفحص عدد هائل من المركبات الكيميائية الأخرى التي تتبادلها البكتيريا فيما بينها.

من جهة أخرى، فإن واحدا من أهم النشاطات البحثية المعاصرة هو العمل على فهم "الميكروبيم البشري"، تلك البكتيريا التي تعيش في أجسامنا ولا نعرف عنها الكثير، وذلك لأن تلك البكتيريا تؤثر بشكل جذري في أجسامنا، ليس فقط في الأمراض الجسدية، لكن أيضا يعتقد أن لها دورا كبيرا في المرض النفسي.

يذكر أن الدكتور محمد أبو دنيا قد تخرج في كلية الصيدلة بجامعة قناة السويس المصرية، وبعد ذلك سافر إلى الولايات المتحدة لإتمام الدكتوراه، وتنقل بين جامعات عدة هناك حتى وصل مؤخرا إلى قسم البيولوجيا الجزيئية بجامعة برينستون.

وحصل أبو دنيا على جائزة الإبداع من مؤسسة معاهد الصحة الوطنية الأميركية (أن آي أتش)، وجائزة كينيث راينين ​​للابتكار والإبداع، ويعمل كذلك استشاريا في نطاق الخصائص الدوائية بالعديد من المؤسسات البحثية مثل "دييب بيوم".

المصدر : الجزيرة