تقرير جديد يحذر: أكثر من 700 منطقة بحرية ميتة في العالم

أسماك القرش تهجر مناطقها بحثا عن الأوكسجين (بيكسلز)
أسماك القرش تهجر مناطقها بحثا عن الأكسجين (بيكسلز)

هشام بومجوط

حذر تقرير جديد للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة من تنامي عدد المناطق البحرية التي أصبحت تفقد مخزونها من الأكسجين بصورة مقلقة، ما يؤدي إلى القضاء على الكثير من الأنظمة البيئية في أعماقها والقضاء بالتالي على الكثير من أحيائها.

ثلاثة أرباع مخزون الأكسجين
وحسب التقرير الذي تم إطلاقه في 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري بالعاصمة الإسبانية مدريد على هامش المؤتمر العالمي للتغيرات المناخية، فإن سرعة تنامي هذه المناطق مقلقة جدا حيث انتقل عددها من 45 منطقة عام 1960 ليبلغ عام 2018 حوالي سبعمئة منطقة والعدد مرشح للارتفاع مستقبلا.

وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراءات لمواجهة الظاهرة فإن البحار والمحيطات ستفقد بحلول عام 2100 ما نسبته 3% إلى 4%من مخزونها من الأكسجين بصفة عامة وبعض المناطق ستتجاوز هذه النسبة حيث سجل التقرير وجود مناطق فقدت خلال الـ25 سنة الماضية، ما بين 20% و30% من مخزونها ووصلت النسبة في بعض المناطق إلى حوالي 50%.

ويقول معدو التقرير إن نقص الأكسجين في البحار والمحيطات يعود إلى التغيرات المناخية والتلوث بكل أشكاله وقد تسبب ذلك في التأثير على الحياة البحرية، وأيضا على الموائل وهو ما انعكس سلبا في بعض المناطق على العائلات التي تعيش على الصيد البحري.

‪قناديل البحر تقاوم نقص الأكسجين (أنسبلاش)‬ قناديل البحر تقاوم نقص الأكسجين (أنسبلاش) 
‪قناديل البحر تقاوم نقص الأكسجين (أنسبلاش)‬ قناديل البحر تقاوم نقص الأكسجين (أنسبلاش) 

أكثر مما ذكره التقرير
وقال مولود بلعابد وهو أستاذ في علوم البحار بجامعة الجزائر في تصريح عبر الهاتف لـ الجزيرة.نت، إن "عدد المناطق التي تفتقد للأكسجين الكافي أكبر بكثير من الرقم الذي عرضه تقرير الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة".

وأضاف أن هناك العديد من المناطق التي لم يشملها البحث مثل السواحل المتوسطية التي تعرف تدهورا غير مسبوق في بيئاتها، لأن البحر المتوسط بحر مغلق ويعتبر من أكثر البحار تلوثا في العالم، وعليه فإن مثل هذه المناطق موجودة دون شك بالقرب من سواحل دول المتوسط.

وذكر التقرير أن نقص الأكسجين في المحيطات يشجع بعض الأحياء على البقاء على غرار الميكروبات وقناديل البحر، وذلك على حساب الحيتان والأسماك مثل التونة والقرش التي تضطر إلى العيش قريبا من سطح المياه بحثا عن الأكسجين، وهو ما يعرضها لخطر الصيد الجائر.

‪المناطق البحرية المختنقة‬ تنامت
‪المناطق البحرية المختنقة‬ تنامت

ظاهرة طبيعية فاقمها الإنسان
وقال كبير المستشارين في العلوم البحرية للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، "دان لافولي" في تصريح لـ الجزيرة.نت عبر الإيميل، إن ظاهرة اختناق المحيطات بسبب التغيرات المناخية ستتعقد بفعل زيادة حموضة المياه والصيد الجائر وغيرها من العوامل التي لطالما كانت سببا في تدهور الحياة البحرية.

وأوضح أن "المناطق الميتة نجدها تقريبا في كل المحيطات والبحار، خاصة في المحيط الأطلسي والبحار المتصلة به كالبحر الأبيض المتوسط وخليج المكسيك ونجدها أيضا في البحر الأسود وفي المحيط الهادئ، علما بأن المناطق الميتة كانت موجودة من قبل أن يكون للإنسان دخل في ذلك، أي أنها ظاهرة طبيعية لكنها تفاقمت بفعل الإنسان".

وأضاف المتحدث أن هذه المناطق الموجودة في المحيط الهندي تعرف اتساعا وتعقيدا فـ"المناطق الميتة القريبة من الساحل نجدها كثيرا في شمال المحيط الهندي، وعددها يساوي الثلثين، وبها نجد أكبر منطقة في العالم وهي الموجودة بخليج العرب".

ورغم ذلك ذكر التقرير أن هناك حوالي سبعين منطقة ميتة قريبة من السواحل في حدود ثلاثين كيلومترا، هي في طريق التعافي بفضل الإجراءات التي اتخذتها الدول المعنية ولكن ذلك يبقى غير كاف.

وحسب "دان لا فولي" فإن إتفاقية "كيل" التي تمت المصادقة عليها العام المنصرم بألمانيا والتي جاءت تحت عنوان "المحيطات تختنق"، تشكل أرضية فعالة تتيح لدول العالم مفاتيح مواجهة هذه الظاهرة المتمحورة أساسا حول مواجهة التغيرات المناخية والتلوث البحري بكل أشكاله. 

المصدر : الجزيرة