تحديات الطاقة والتنمية.. اختتام المؤتمر الدولي السابع للطاقة بالكويت

محمود الكفراوي-الكويت

بمشاركة باحثين من 22 دولة اختتمت فعاليات المؤتمر الدولي السابع لأبحاث وتطوير الطاقة الذي نظمته كلية الهندسة والبترول بالتعاون مع جمعية المهندسين الكويتية والجمعية الأميركية لمهندسي التبريد والتدفئة "آشري".

وناقش المؤتمر عبر 40 ورقة علمية محكمة اختيرت من بين ثمانين ورقة، التقدم في أبحاث الطاقة وعلاقتها بالتنمية والتحديات المرتبطة بمجال الطاقة المتجددة.

استمرار نمو الطلب
وأكد وزير التربية ووزير التعليم العالي حامد العازمي، استمرار نمو الطلب على الطاقة، إذ تقدر توقعات منظمة أوبك ذلك بنسبة 23% بين عامي 2020 و2040.

وأوضح أن التوقعات تشير إلى أن النفط والغاز سوف يشكلان أكثر من 50% من احتياجات الطاقة العالمية، وسيزيد الطلب بنحو 14 مليون برميل بحلول عام 2040.

وذكر العازمي أن الزيادة الاستهلاكية ليست وليدة الحاجة الشرهة إلى توفير مصادر الوقود لوسائل النقل ومحطات توليد الكهرباء فحسب وإنما لتنامي صناعة البتروكيماويات كذلك.

وأوضح أن العلماء يقع على عاتقهم مهمة عظيمة تتمثل في التغلب على آثار هذا الطلب المتزايد بما يحقق معادلة مريحة لطرفي السوق معا، وهما المنتج والمستهلك، إذ يتسبب الاستهلاك المتزايد في مشكلات بيئة كبيرة نتيجة ارتفاع نسب ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الضارة، وتعاظم ظاهرة الاحتباس الحراري، وما يترتب على ذلك من ارتفاع درجات حرارة الأرض وزيادة مساحات التصحر والجفاف.

وقود بمواصفات آمنة
شدد الوزير الكويتي على أن تلك التحديات حتمت البحث عن وقود بمواصفات آمنة قدر الإمكان، مع العمل الجاد على تقليل المخاطر، وهو ما جعل البحث عن مصادر طاقة نظيفة مستدامة هدفا رئيسيا للأبحاث العلمية.

لذا حرصت الكويت مع وفرة المخزون النفطي لديها على العمل على الإفادة من الطاقة الشمسية لتخفيف الضغط الرهيب الذي تتعرض له محطات توليد الكهرباء ومواجهة الآثار السلبية الناجمة عن حرق الوقود.

من جهته، قال رئيس اللجنة العلمية المنظمة للمؤتمر سرور العتيبي إن المؤتمر ركز على تحقيق الاستفادة المثلي من موارد الطاقة وبشكل خاص على تقنيات تحويل الطاقة وبحث الفرص والتحديات في مجال الطاقة المتجددة.

واعتبر العتيبي أن المؤتمر كان فرصة للجمع بين كبار العلماء الأكاديميين والباحثين والخبراء لاستعراض نتائج بحوثهم.

وبالإضافة إلى الجلسات العلمية، تضمن جدول المؤتمر ثلاث ورش عمل وعددا من الدورات التدريبية.

‪المؤتمر أكد الحاجة لخريطة طريق لوسائط التبريد في أجهزة التكييف المنزلية‬ (بيكسلز)
‪المؤتمر أكد الحاجة لخريطة طريق لوسائط التبريد في أجهزة التكييف المنزلية‬ (بيكسلز)

تحولات مشهد الطاقة
على هامش مشاركته في المؤتمر، قال المدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي عدنان شهاب الدين للجزيرة نت إن ورقته العلمية ركزت على التحولات في مشهد الطاقة العالمي وتستعرض مسيرة 200 عام بدأت بالخشب مرورا بالفحم وصولا إلى النفط والغاز حتى الطاقة المتجددة.

وأشار إلى أن الورقة ركزت على محركات التغيرات تلك وأهمها أمن الطاقة وكذلك عدالة توفير الطاقة بأسعار مقبولة وأيضا التغيرات المناخية.

وذكر أن أهم تلك المحركات الثلاثة هو ما يتعلق بالتغيرات المناخية التي تفرض تحديات كبيرة في منطقة الخليج تحديدا، لكن ما يخفف ذلك هو توفر فرص بشأن التحول للطاقة المتجددة خليجيا وعربيا.

ومن بين النقاشات التي طرحها شهاب الدين كذلك كيفية تحويل النفط والغاز إلى مصادر نظيفة عبر استخلاص ثاني أكسيد الكربون في محطات التوليد، أو تحويل النفط إلى هيدروجين وتخزين ثاني أكسيد الكربون في باطن الأرض، مما يضمن عدم وجود انبعاثات لثاني أكسيد الكربون.

خريطة طريق وسائط التبريد
وشهد تنظيم ورشة علمية حول خريطة الطريق الخاصة بوسائط التبريد في أجهزة التكييف المنزلية تستعرض نتائج إحدى الدراسات التي أجراها معهد الكويت للأبحاث العلمية بتمويل من وزارة الكهرباء والماء، لدراسة أجهزة التكييف بالسوق الكويتية.

وقالت مديرة برنامج تقنيات كفاءة الطاقة في المعهد فتوح الرقم للجزيرة نت إن الدراسة تنصب على ما يتعلق بالمخاوف جراء حظر إنتاج واستخدام بعض وسائط التبريد بحلول العام 2040، انطلاقا من أهمية تلك الوسائط في عمل الأجهزة، وبالتالي فإن وجود شح فيها يعني ارتفاع الثمن بشكل كبير.

وأشارت إلى أن الدراسة ركزت على دراسة بديل محلي للوسائط المستخدمة حاليا ودحض المخاوف النظرية بشأن تدني كفاءة أجهزة التكييف حال استخدام الوسيط الجديد، ولفتت إلى أن تطور العلم سمح بالتغلب على ذلك عبر تطوير كفاءتها.

وأضافت أنه تأكد علميا إمكانية استخدام الوسائط المتاحة في السوق المحلية بديلا لتلك الموجودة في الأجهزة، مع مطابقة ذلك للمواصفات المطلوبة من وزارة الكهرباء والماء، وأهمها ما يتعلق بنظام البناء.

المصدر : الجزيرة