أحافير متنوعة على ارتفاع ثلاثة آلاف متر.. الجبل الأخضر بعُمان مقصد الجيولوجيين

مازن المحفوظي-الجبل الأخضر

يتميز الجبل الأخضر في سلطنة عمان بثرائه الجيولوجي، الذي جعله مقصدا للسياحة الجيولوجية والتجارب العلمية.

وتوجد به طبقات سميكة من الصخور الجيرية التي ترسبت قبل ملايين السنين خلال ما تعرفان جيولوجيا بحقبتي الحياة القديمة والمتوسطة، حيث ترسبت في بحار ضحلة غمرت هذا الجانب من عمان قبل ارتفاع طية الجبل الأخضر على هيئتها الحالية، التي بلغ ارتفاعها نحو ثلاثة آلاف متر عن سطح البحر بفعل ضغوط القشرة الأرضية.

وتحتوي هذه الصخور الجيرية على أحافير عديدة ومتنوعة للكائنات البحرية التي عاشت في بحار حقبتي الحياة القديمة والمتوسطة، مثل أحافير المرجان والقواقع والمحار والإسفنج البحري وعظام الأسماك وغيرها.

ومن أشهر الحدائق الأحفورية في الجبل الأخضر حديقة المرجان الواقعة في "سيح قطنة" فوق قريتي العين والعقر، وحديقة أحافير عظام الأسماك والأصداف، وحديقة أحافير الإسفنج البحري وحديقة أحافير القواقع البحرية.

وتذكر المصادر الجيولوجية أن مناخ عمان في حقب سابقة كان مناخا رطبا استوائيا وجليديا، وتوجد بها أنهار وبحيرات ومستنقعات وصفائح جليدية، واستوطنت بها أشكال أحيائية متنوعة. إلا أن حركة الصفائح الأرضية الضخمة أدت إلى تعرض قشرة عمان الصخرية إلى تحولات فيزيائية وكيميائية محدثة بذلك هيئتها الحالية.

ويقدم الجبل الأخضر نموذجا تعليميا ومختبرا طبيعيا لدراسة مكونات الطبقات الصخرية التي يستخرج منها النفط في شمال عمان ووسطها، هذه الصخور في أصلها تقع في أعماق كبيرة في باطن الأرض تصل إلى آلاف الأمتار، مما يجعل من دراستها أمرا شاقا وصعبا، لذا يقصد الكثير من مختصي المكامن النفطية والغازية الجبل الأخضر، ويعكفون على دراسة صخوره لفهم خصائصها الطبيعية.

المصدر : الجزيرة