بسبعة أضعاف سرعة الشمس.. نجم فائق السرعة أفلت من ثقب أسود
أثارت فئة النجوم فائقة السرعة فضول علماء الفلك منذ اكتشافها قبل عقدين من الزمن. وهي نجوم سريعة الحركة تفوق سرعتها ضعف سرعة معظم النجوم الأخرى، أي أكثر من 1.8 مليون كيلومتر في الساعة (500 كم في الثانية). وقد اكتشف علماء الفلك إلى اليوم ما يقرب من ثلاثين نجما فائق السرعة.
نظريا يمكن قذف النجوم الفائقة السرعة عن طريق الثقوب السوداء عبر آلية "هيلز"، التي اقترحها عالم الفلك جاك هيلز قبل ثلاثين عاما وتستخدم في إثبات وجود علاقة سببية بين السبب المفترض والتأثير الملحوظ.
يعتقد العلماء أن النجم S5-HSV1 الذي تزيد كتلته على ضعف كتلة الشمس، كان موجودا مع رفيق في نظام ثنائي قرب مركز المجرة قبل أن يقعا تحت جاذبية الثقب الأسود "الراميA*"، في صراع جاذبية، فتم التهام النجم المصاحب بواسطة الثقب الأسود، بينما تم قذف S5-HVS1 بسرعة عالية جدا في اتجاه حافة المجرة.
وقال تينغ لي من مرصد كارنيجي إن "هذه أول تجربة واضحة لآلية "هيلز" في الواقع، فرؤية هذا النجم مذهلة حقا، لأننا نعرف أنه يجب أن يكون قد تشكل في مركز المجرة، وهو مكان مختلف تماما عن بيئتنا المحلية. إنه زائر من أرض غريبة".
استخدم العلماء في اكتشاف S5-HVS1 التلسكوب الأنجلو-أسترالي الذي يبلغ قطره 3.9 أمتار في مرصد "سادنغ سبرنغ" الواقع في نيو ساوث ويلز بأستراليا، بالإضافة إلى نتائج الرصد التي قام بها القمر الصناعي "غايا" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية وسمحت للفلكيين بالكشف عن السرعة الكاملة للنجم ورحلته من وسط درب التبانة.
يشار إلى أن برنامج المسح الطيفي النجمي الجنوبي "أس 5″، الذي بدأ في عام 2018 يهدف إلى إجراء مسح للسماء الجنوبية بأكملها ورسم خريطة لحركة النجوم و"التيارات النجمية" وتركيبتها الكيميائية في نصف الكرة الجنوبي باستخدام التلسكوب الأنجلو-أسترالي. ويأمل مؤلفو الدراسة مستقبلا -في إطار هذا البرنامج- في استكشاف مزيد من النجوم الفائقة السرعة.