أسماك مخاطية تطلق مادة تخنق من يهاجمها

Slime eels, otherwise known as Pacific hagfish, cover Highway 101 after a flatbed truck carrying them in tanks overturned near Depoe Bay, Oregon, U.S. July 13, 2017. Oregon State Police/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGES WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY TPX IMAGES OF THE DAY
المادة اللزجة التي تفرزها الأسماك المخاطية تغطي سيارة بعد سقوط الأسماك من شاحنة على الطريق العام (رويترز)

الأسماك المخاطية (Hagfish) هي فصيلة من اللافكيات التي يطلق عليها أيضا ثعبان البحر المخاطي، وتنتج مادة لعابية لزجة كالوحل تنفجر في وجه الكائنات التي تهاجمها، مما يتسبب في اختناقها. وهذا الوحل يشكل كمية صغيرة من المخاط الذي تقذفه هذه الأسماك من غدد خاصة، وعندما يختلط بالماء يتمدد نحو ألف مرة ويتحول إلى كتلة تسد خياشيم المفترسات.

والوحل المخاطي هذا هو محط اهتمام العلماء، إذ إنه قوي للغاية ومرن ورقيق جدا، وإذا استطاع الباحثون تطوير نسخة اصطناعية فقد تكون له تطبيقات بعيدة المدى، خاصة بالنسبة للجيش. وتجري البحرية الأميركية حاليا أبحاثا في إمكاناته كوسيلة للدفاع.

وذكرت مجلة نيوزويك أن العلماء خلال السنوات الأخيرة كانوا ينظرون عن كثب إلى المكونات الميكانيكية والبيوكيميائية للسمك المخاطي. ولا تزال الطريقة التي تنشر بها الوحل بسرعة غير مفهومة بشكل جيد.

وفي دراسة نشرت في مجلة رويال سوسايتي إنترفيس، بدأ الباحثون الآن يكتشفون كيفية خروج وتمدد هذا الوحل، حيث قام الفريق، بقيادة غوراف تشودري من جامعة إلينوي الأميركية، بتقصي خلايا الخيوط المفرزة.

وتوصل الباحثون إلى أن الوحل يتشكل عندما تفرز السمكة المخاطية كمية صغيرة من المادة الحيوية من خلال غدد خاصة. وهذه المادة الحيوية تحتوي على عنصر رئيسي يسمى شلة الخيوط، وهي أشبه بكرة من الغزل، رغم أنها أصغر بكثير (حوالي 100 ميكرون) ولها بنية معقدة للغاية.

وعندما تختلط بالماء تنحل الألياف المتراصة في الشلة وتنتج أليافا بسماكة ميكرون ويمكن أن يبلغ طولها 15 سم. وهذه الألياف، جنبا إلى جنب مع عنصر المخاط في المادة الحيوية، تحمل كمية كبيرة من الماء وتشكّل الوحل. وتحدث العملية كلها في جزء من الثانية.

ومن الخواص المثيرة التي اكتشفها الباحثون هي السرعة الكبيرة التي ينحل بها الوحل، ويعتقدون أن فهم عملية التفكك ستساعدهم في ابتكار مادة يمكن نشرها بشكل مستقل بطريقة يمكن التحكم فيها.

ويأمل الباحثون الآن التوصل إلى فهم أفضل لتركيبة الوحل المخاطي، وتطوير أنظمة مادية يمكن أن تعيد تشكيل خواصه.

المصدر : نيوزويك