مستخلصات الإبل لتشخيص أمراض النبات بالجزائر

Said سعيد - عمار عزيون مدير أول مركز في أبحاث البيوتكنولوجيا بالجزائر 2 - مستخلصات الإبل لتشخيص أمراض النبات بالجزائر
عزيون: المشروع تقني 100% ويتعلق بالهندسة الوراثية من خلال تطبيق تقنية "كريسبر" (الجزيرة)

عياش سنوسي-الجزائر

أطلق باحثون في مركز البحث في البيوتكنولوجيا (التقانة الحيوية) بالجزائر مشاريع بحث عالية التكنولوجيا في الهندسة الوراثية والأجسام المضادة المستخلصة من الإبل، بهدف تشخيص الأمراض التي تصيب النباتات والمحاصيل الزراعية.

وأوضح الدكتور عمار عزيون مدير مركز البحث في البيوتكنولوجيا -وهو أول مؤسسة بيوتكنولوجيا بالجزائر- في تصريح خاص للجزيرة نت، أن المشروع تقني 100% ويتعلق بالهندسة الوراثية من خلال تطبيق تقنية "كريسبر" (CRISPR) للتعديل الجيني، والتي تتيح تعديل الحمض النووي للكائن الحي.

وأشار إلى أن هذه التقنية التي تصنع الحدث في العالم حاليا بعد اكتشافها وتطبيقها في عام 2012 في ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية؛ تطبق لأول مرة في الجزائر وبالضبط في مركز البحث بالبيوتكنولوجيا، حيث نجح باحثوه المختصون في مجال الجراحة الجزيئية في تطوير عملية التدخل من خلال قطع الجينات المسؤولة عن المرض وتعويضها بأخرى سليمة.

وأكد "نسعى من خلال تجاربنا المتواصلة للتحكم في هذه التقنية العالية بهدف نقلها لاحقا إلى بقية المخابر بالجزائر، خصوصا أن الأمر يتعلق بتجارب تم إثباتها عن طريق اختبارات تطبيقية في مجالات الصحة والفلاحة والبيئة".

‪مركز البحث في البيوتكنولوجيا بدأ العمل فعليا في 2012 بعد عامين من إنشائه‬ (الجزيرة)
‪مركز البحث في البيوتكنولوجيا بدأ العمل فعليا في 2012 بعد عامين من إنشائه‬ (الجزيرة)

تطبيقات التقانة في الفلاحة من الأولويات
وأضاف مدير مركز البحث في البيوتكنولوجيا أن باحثيه يعكفون حاليا على تطوير مادة بيولوجية مخصبة مضادة للأمراض التي تصيب المحاصيل الزراعية وبعض النباتات على غرار الطماطم.

وأكد أن المضاد الحيوي الذي تم تطبيقه على هذه المادة أثمر عن نتائج ممتازة، مضيفا أن الأبحاث لا تزال متواصلة لتثمين الاكتشاف، على حد تعبيره.

وبحسب المتحدث فإن فرق البحث بالمركز تسعى إلى تطوير أنواع أخرى من النباتات والبقوليات على وجه التحديد، على غرار العدس بهدف تسهيل زراعته وزيادة محصوله، لكنه شدد على أن العملية تتطلب وقتا أكبر.

لكن المشروع الثاني الأبرز الذي أطلقته فرق البحث في المركز خلال العام المنقضي (2018) يتعلق -بحسب مديره- بالأجسام المضادة المستخلصة من الإبل، والتي يمكن استخدامها لتشخيص الأمراض التي تصيب النباتات وحتى الحيوان والإنسان.

وأشار إلى أن العملية تهدف لتطوير الطرائق الحديثة في الفحص والتشخيص الطبي، من خلال تصميم الأجسام النانونية (nanobodies engineering) لاستخدامها بغرض تشخيص الفيروسات التي تصيب النباتات، مما يسمح بالتوصل إلى إيجاد حلول لها بفضل جينات الأجسام المضادة المستخلصة من الإبل. 

فرق البحث بالمركز تسعى إلى تطوير أنواع أخرى من النباتات والبقوليات على وجه التحديد، على غرار العدس بهدف تسهيل زراعته وزيادة محصوله

14 مشروعا بحثيا في 2018
ويعد المركز -الذي بدأ العمل فعليا في 2012 بعد عامين من إنشائه- الوحيد من نوعه في الجزائر، ويعنى بتنسيق شبكة البحث في البيوتكنولوجيا لتطوير البحث في مجالات الزراعة والصحة والبيئة ومشاركة التكوين في البحث، بحسب مديره الدكتور عمار عزيون.

ويضم المركز خمسة أقسام بحثية في الزراعة والصحة والبيئة والصناعة والتغذية، فضلا عن وحدة بحث في دراسة المناعة.

وشدد عزيون على أن ما حققه المركز من إنجازات -خصوصا خلال عام 2018- مهم جدا ويقف وراءه طاقم شاب لا يتجاوز معدل أعماره 35 سنة، يتشكل من تسعين باحثا يحملون شهادات أكاديمية عليا و130 مهندسا.

واعتبر المتحدث عام 2018 مميزا وثريا بفضل مشاريع البحث التي تم الانطلاق فيها، وأيضا مشاريع البحث التي تمت الموافقة عليها على مستوى الوزارة الوصية (وزارة التعليم العالي والبحث العلمي)، وهي 14 مشروعا تهم بالدرجة الأولى القطاع الاقتصادي والاجتماعي للجزائر كالزراعة والصحة والبيئة.

المصدر : الجزيرة