بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية بمرحاض محطة الفضاء الدولية

The International Space Station (ISS) photographed by Expedition 56 crew members from a Soyuz spacecraft after undocking, October 4, 2018. NASA astronauts Andrew Feustel and Ricky Arnold and Roscosmos cosmonaut Oleg Artemyev executed a fly around of the orbiting laboratory to take pictures of the station before returning home after spending 197 days in space. Picture taken October 4, 2018. NASA/Roscosmos/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY
محطة الفضاء الدولية كما صورها أعضاء البعثة 56 على متن المركبة سيوز بعد الانفصال (رويترز)

تراقب إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) عن كثب البكتيريا التي تسكن محطة الفضاء الدولية ببرنامج يطلق عليه المرصد الميكروبي (M.O) حيث تعتبر محطة الفضاء الدولية موطن مجموعة متنوعة من الميكروبات التي يشكل بعضها تهديدا لصحة رواد الفضاء. وكانت المفاجأة أن اكتشف هذا المرصد بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية على مقعد المرحاض في المحطة.

وتوجد دائما كائنات دقيقة تعمل كمخلفات بالمركبات الفضائية، ويعيد المرصد الميكروبي عينات من هذه الكائنات الميكروبية إلى الأرض لدراستها لعدة أسباب، منها أنهم يريدون معرفة التنوع الميكروبي على محطة الفضاء الدولية، ومعرفة كيف تتغير بمرور الوقت.

وقد تبين لهم وجود بعض الاختلافات بين الميكروبات على الأرض ونفس سلالتها في الفضاء، حيث يمكن لشبه انعدام الجاذبية على المحطة الفضائية -في بعض الحالات- أن يزيد مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، وبالتالي جعلها أكثر خطورة على البشر.

وقد وجد المرصد الميكروبي خمس سلالات من بكتيريا "بوغاندسيس إنتروباكتر" (bugandensis Enterobacter) وقارنها بثلاث سلالات سريرية. وبتحليل التركيبة الجينية لكل منها وجدوا أن سلالات محطة الفضاء الدولية تحتوي على جينات مرتبطة بمقاومة المضادات الحيوية والمركبات السامة، على الرغم من أن سلالات إنتروباكتر التي تم العثور عليها لا تسبب أمراضا للبشر.

وربما كان هذا في حد ذاته غير لافت للنظر باستثناء ما تم ربطه بدراسة سابقة للمرصد الميكروبي.

ففي مايو/أيار الماضي، وجد المرصد الميكرويي أن انعدام الجاذبية جعل السلالات البكتيرية أكثر مقاومة للمضادات الحيوية. حيث عثروا على عشرين سلالة من البكتيريا معتدلة الخطورة، وقارنوها مع نظيرتها الأرضية لمعرفة تأثير الجاذبية على سُمِّتها، ووجد الباحثون أن البكتيريا الفضائية أظهرت مقاومة متزايدة للمضادات الحيوية.

ومع تزايد عدد الرحلات الفضائية، وإرسال رواد فضاء في مهمة تستغرق ستة أشهر إلى المريخ، فإن ذلك قد يتسبب في مشاكل خطيرة لصحة رواد الفضاء.

المراحيض على متن محطة الفضاء الدولية قد تعلق بمقعدها بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية 
المراحيض على متن محطة الفضاء الدولية قد تعلق بمقعدها بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية 

وقد أصبحت ناسا تشعر بقلق متزايد بشأن البكتيريا، سواء في محطة الفضاء الدولية نفسها، أو بالمجال الحيوي في أحشاء رواد الفضاء.

وما اكتشفه المرصد الميكروبي يدق ناقوس الخطر، فرغم أن هذا المرصد في بداياته وقد يحتاج الأمر لمزيد من الدراسة، فإن من السهل رؤية المخاطر المحتملة، خاصة وأن أكثر الاكتشافات إثارة للقلق أن جميع سلالات بكتيريا محطة الفضاء الدولية الخمس أظهرت مقاومة لما يسمى بالفلوروكينولونات التي ربما تكون أقوى المضادات الحيوية المستخدمة.

ولا يكفي تعقيم المركبات الفضائية لحل هذه المشكلة، فالشحنات التي يتم تسليمها لمحطة الفضاء الدولية ورواد الفضاء القادمين إليها تحمل كائنات حية دقيقة يمكن أن تستعمر المحطة وتتطور، وأفضل ما يمكن فعله هو فهم المخاطر، وهو ما تقوم به ناسا حاليا من خلال المرصد الميكروبي.

المصدر : مواقع إلكترونية