جمعية الشعرى لعلم الفلك.. 22 عاما "خدمة" وأرقام قياسية

جمعية الشعرى لعلم الفلك
ميموني يلقي محاضرة في الفلك في نادي آفاق العلوم (الجزيرة)

عياش سنوسي-الجزائر

تستعد جمعية "الشعرى" الجزائرية لإحياء مئوية الاتحاد الدولي لعلم الفلك ببرنامج تعتبره جزءا من نشاطها الذي دأبت على القيام به منذ نحو 22 عاما حصدت خلالها الكثير من الجوائز والأرقام القياسية، اعترافا بنشاطها كأحد أهم الجمعيات النشطة بالمجال عربيا وأفريقيا، إلا أنها تواجه غياب الدعم الرسمي الذي "لا يساوي حصة آخر جمعية أحياء مختصة بكرة القدم" بحسب رئيسها الدكتور جمال ميموني.

من مدينة العلم بعاصمة الشرق الجزائري "قسنطينة" تتخذ الجمعية مكانا لنشاطها الذي باشرته منذ نحو 22 سنة في "محاولة لنشر الثقافة العلمية بأوساط المجتمع خاصة ما يتعلق منها بثقافة علم الفلك".

يقول ميموني متحدثا للجزيرة نت "رغم الصعوبات والمعوقات فإن ذلك لم يمنع نشاطنا من التوسع وطنيا وإقليميا وحتى عالميا حتى باتت جمعيتنا تصنف على أنها إحدى أنشط الجمعيات العاملة بالمجال".

تضم الجمعية نحو 200 عضو موسمي ونحو 12 ألف من المعجبين على فيسبوك (الجزيرة)
تضم الجمعية نحو 200 عضو موسمي ونحو 12 ألف من المعجبين على فيسبوك (الجزيرة)

مشروع القافلة القسنطينية الكونية
الدائرة المقربة لمحيط الجمعية تضم، بحسب المتحدث، بين 30 و40 عضوا نشطا، في حين يرتفع عدد الأعضاء الموسميين إلى نحو 200 عضو، لكن المعجبين بها وبنشاطها في الفضاء الأزرق (فيسبوك) ارتفع إلى 12 ألف منخرط بمجموعتها الموسومة بالاسم نفسه.

ويؤكد ميموني أن الجمعية تحرص منذ تأسيسها على إقامة نشاطات وطنية كتكوين هواة الفلك ونشر الثقافة الفلكية على غرار مشروع القافلة القسنطينية الكونية المتمثل في قافلة فلكية، تقدم عروضا فلكية عن طريق قبة سماوية متنقلة إضافة إلى معرض فلكي مع تنشيط علمي عن طريق حصص تكوينية وورشات في علم الفلك.

وأوضح أن "هذا المشروع العلمي والثقافي مدرج في إطار التبادل والتعاون بين الجزائر والولايات المتحدة الأميركية، وبالتنسيق مع المجتمع المدني، من خلال جمعيته. وتلقى الدعم بالأجهزة من طرف المصلحة الثقافية للسفارة الأميركية".

فضلا عن ذلك تحرص الجمعية على تقديم برنامج إذاعي أسبوعي بإذاعة قسنطينة الجهوية منذ عشرين سنة في إنجاز، كما قال، لم تسبقه إليه جمعية ناشطة بالمجال وطنيا أو عربيا.

تنظم الجمعية مسابقة
تنظم الجمعية مسابقة "سيرتا علوم" على مستوى ثانويات مدينة قسنطينة (الجزيرة)

كما تنظم مسابقة "سيرتا علوم" على مستوى ثانويات مدينة قسنطينة تمنح بموجبه جوائز قيمة للفائزين.

وأشار المتحدث إلى أن نشاط الجمعية يمتد إلى خارج الجزائر من خلال تنظيم حملات الرصد خاصة الكسوفات الكلية (شارك فيها 12 جزائريا)، مبرزا في السياق حصول "الشعرى" على أكبر عدد من حاملي الأرقام القياسية في رصد هذه الكسوفات.

وقال "من بين أعضائنا من لديه رقمان قياسيان ومنهم من لديه ثلاثة أرقام. أما العبد الضعيف فلديه ستة أرقام قياسية في هذا الرصد عبر ستة مواقع مختلفة من العالم، وبالضبط عبر ثلاث قارات مع دلالاتها العلمية، وهو إنجاز لا تتوفر عليه أي جمعية أخرى لا عربيا ولا أفريقيا بحسب معلوماتنا، وهو شرف كبير للجمعية والجزائر ككل".

في هذا الصدد كشف رئيس جمعية الشعرى لعلوم الفلك عن مشاركتها ببعض المشروعات الدولية على غرار الحملة الدولية للبحث عن النيازك في جوار الأرض، حيث يقوم طلبة المدارس والثانويات بتحليل المعطيات المرسلة، وإرسال النتائج إلى الهيئة المشرفة.

محاضرة للمهتمين بعلم الفلك (الجزيرة)
محاضرة للمهتمين بعلم الفلك (الجزيرة)

كما أضاف أن جمعية "الشعرى" تتلقى دعوات إلى المشاركة بتظاهرات عربية من تنظيم الاتحاد العربي لعلوم الفلك، الذي يشغل فيه منصب نائب الرئيس، ويهتمون بالتواصل معه ومع بقية الجمعيات العربية الناشطة كالجمعية الفلكية الأردنية والتونسية.

مئوية الاتحاد
وعن نشاط "الشعرى" خلال العام المقبل، أوضح المتحدث أن "2019 تعتبر سنة مهمة للناشطين بالميدان حيث إنها ستشهد عبور كوكب عطارد أمام الشمس، وهو حدث فلكي يهتمون بمتابعته".

كما جرى تكليف ميموني منسقا وطنيا لإحياء المناسبة بالجزائر ابتداء من 10 يناير/كانون الثاني وحتى 13 منه، وفق برنامج معين أبرزه مئة ساعة لعلم الفلك يقومون خلالها بعملية رصد للفلك مع الجمهور وتمنح جوائز لأفضل الجمعيات.

وكغيرها من الجمعيات التي لا تحظى بزخم إعلامي كبير ليصل صداها إلى قطاع واسع من المجتمع، إلا أن ميموني يعتبر أن "ما تقوم به الجمعية من نشاطات ميدانية يشهد حضور المئات خصوصا في الملتقيات والأيام المفتوحة والمحاضرات، في حين يتعدى حضورهم الآلاف في حال تعلق النشاط برصد فلكي أو غيره".

جانب من أحد الأنشطة التي تنظمها جمعية الشعرى للجمهور العام (الجزيرة)
جانب من أحد الأنشطة التي تنظمها جمعية الشعرى للجمهور العام (الجزيرة)

واعتبر أن جمعيتهم "هي الأنشط عربيا وأفريقيا" بشهادة زملائهم من الأردن وعمان، على حد تعبيره.

وأضاف أن مع كل ما تقدمه الجمعية فإنه "لا يلبي حاجات الشغوفين بعلم الفلك" لأن "الحاجات بهذا الميدان لا حد لها".

وأوضح أن ما يقومون به يمثل "قطرات في بحر كبير من العلوم، وكثير من المواطنين يريدون تعلم علم الفلك، لكن للأسف لا نستطيع تلبية حاجاتهم لأن إمكانياتنا محدودة جدا. فليس لدينا الدعم المؤسساتي الكافي رغم الاعتراف الدولي".

وأضاف "نحن نكافح من أجل أن تأخذ الثقافة العلمية حقها لأننا مظلومون مقارنة مع الجمعيات الرياضية مثلا، التي تأخذ أضعاف ما نأخذه دون أن تقدم ما نقدمه من ثقافة وعلم ووعي للجمهور".

المصدر : الجزيرة