اضطرابات أميركا.. الجزيرة نت تنقل أجواء المظاهرات في العاصمة واشنطن

آلاف المتظاهرين من مختلف الأعراق خرجوا للاحتجاج

قضت الجزيرة نت أمس الأربعاء ساعات طويلة في محيط البيت الأبيض بين المتظاهرين وقوات الأمن، تحت درجة حرارة مرتفعة تخطت 35 درجة في بعض الأحيان.

وكانت الاحتجاجات سلمية بصفة عامة، وهاجمت الرئيس دونالد ترامب وطالبت بالقصاص من قتلة جورج فلويد الشاب الأسود الذي لقى حتفه اختناقا على يد شرطي أبيض، وبإصلاح أجهزة الشرطة وتقليل مخصصاتها المالية.

متظاهرون والشرطة وجها لوجه
المتظاهرون والشرطة وجها لوجه (الجزيرة)

البداية من غرب البيت الأبيض

البداية كانت من الجانب الغربي من البيت الأبيض عند تقاطع شارع 17 مع جادة بنسلفانيا، مرورا بمنطقة جورج تاون العريقة والراقية، حيث كانت أغلب المحال التجارية محاطة بألواح الخشب العريض لحمايتها من أي أعمال نهب أو سطو كتلك التي عرفتها واشنطن أمسيتي الاثنين والثلاثاء الماضيين.

أغلب المحال التجارية وقد غلفتها ألواح الخشب العريض لحمايتها
أغلب المحال التجارية محاطة بألواح الخشب العريض لحمايتها (الجزيرة)

 

وبالمرور أمام مبنى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في جادة بنسلفانيا بين شارعي 18 و19، بدا واضحا الوجود العسكري بهدف تأمين مباني المنظمات الدولية.

وبالاقتراب من أسوار مجمع البيت الأبيض التي تطل على شارع 17، كان واضحا وجود أسوار وحواجز معدنية تمت إضافتها خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

في هذا المكان تجمّع عدد صغير من المتظاهرين الذين أخبروا الجزيرة نت بأن التجمعات الكبرى تتركز في شمال وشرق البيت الأبيض، فتم الاتجاه إلى هناك.

جندي يقف قرب حواجز معدنية تم وضعها خلال الـ24 ساعة الماضية (الجزيرة)

شمال مجمع البيت الأبيض

تقع حديقة "لافاييت" شمال مجمع البيت الأبيض وتفصله عن كنيسة "القديس جونز" التي زارها الرئيس ترامب بعد اكتساح قوات الأمن للمتظاهرين يوم الاثنين الماضي.

وفي هذا المكان أنشأت قوات الأمن حواجز إضافية حول الحديقة التي تسيطر عليها وتمنع المتظاهرين من الاقتراب منها. ويحيط بالحديقة عدة مستويات من أفراد الأمن يمثلون الكثير من الجهات المحلية والاتحادية.

وتجمّع قرابة 500 متظاهر في هذه المنطقة الواقعة في شارع "إتش" بين شارعي 16 و17. وعكس المتظاهرون تنوعا عرقيا وجنسيا وعمريا ودينيا.

وانتشرت في المنطقة حواجز من رجال الشرطة والجيش والحرث الوطني من عدة ولايات، شكلوا خطوطا متتالية.

قوات من الحرس الوطني في شوارع واشنطن (الجزيرة)

وتمّ إغلاق كنيسة "القديس جونز" عقب تعرضها لاعتداءات أمسية الاثنين الماضي، كما تم غلق حديقة "لافاييت"، وأصبحتا تقعان خلف الحواجز الأمنية الجديدة.

ورصدت الجزيرة نت وجود شبكة من المتطوعين بوقتهم وأموالهم لتوفير ما يحتاجه المتظاهرون من طعام وماء أو من الفاكهة والحلويات. وأكد هؤلاء أن خدمتهم المجانية نتاج جمع تبرعات من المتظاهرين أنفسهم.

بعدها انتقلت الجزيرة نت إلى نقطة التمركز البشري للمظاهرات عند تقاطع شارع 16 مع جادة "إتش".

وتجمع هناك قرابة 4000 شخص يميزهم التنوع الشديد في كل شيء.

ووقف عدة بائعين يعرضون بضاعتهم من القمصان المطبوع عليها صورة جورج فلويد، أو عبارات مؤيدة لحقوق السود وتدعو إلى تعامل الشرطة بإنصاف ومهنية معهم. وبلغ سعر القميص الواحد 20 دولارا.

قمصان للبيع تؤيد الحركات الاحتجاجية (الجزيرة)

شرق البيت الأبيض

وبالاتجاه إلى الجانب الشرقي عند شارع 15 وجادة نيويورك، كانت هناك مسيرة قادمة من عند مبنى الكونغرس تضم عدة آلاف من الأشخاص.

وانضمت بقية التجمعات وشكلت مسيرة جابت بعض شوارع العاصمة قبل العودة إلى التجمع قبالة البيت الأبيض عند شارع 16.

تحدثت الجزيرة نت للعديد من الشباب الأسود الغاضب
شباب من ذوي البشرة السوداء أعربوا عن غضبهم (الجزيرة)

وتحدثت الجزيرة نت مع عدد من المتظاهرين السود والبيض من سكان العاصمة واشنطن، كما تحدثت مع عدد كبير من رجال الشرطة والجيش.

وأكد الطرفان أنهما لا يعرفان متى ستنتهي هذه الاحتجاجات، وما هي الشروط اللازمة لإنهائها، غير أنهما عبّرا عن حزنهما لما آلت إلية الأوضاع العامة في الدولة الأميركية خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة.

كما اتفق الطرفان على عدم وجود أي قيادة تحرك هذه المظاهرات، واعتبراها مظاهرات عفوية بدون قيادة، "مثلها مثل الولايات المتحدة حاليا" كما قالت متظاهرة سوداء للجزيرة نت.