كيف سوقت السعودية أزمتها مع كندا داخليا وخارجيا؟
الجزيرة نت-خاص
إصرار كندي
على الجانب الكندي أكدت وزيرة الخارجية كريستيا فريلاند أن بلادها ستواصل الدفاع عن حقوق الإنسان دائما، بما فيها حقوق المرأة وحرية التعبير على مستوى العالم بما في ذلك السعودية، معربة في الوقت نفسه عن قلق بلادها العميق من قرار السعودية طرد سفيرها لدى الرياض.
وفي رسالة تطمين لرعايا بلاده قالت "أؤكد للكنديين أن سفارتنا لا تزال في مكانها بالسعودية. ويمكن لرجال الأعمال الكنديين والمسافرين الكنديين أن يكونوا واثقين تماما من أن حكومة كندا موجودة هناك على الأرض وقادرة على تقديم الخدمات التي نقدمها للكنديين في جميع أنحاء العالم".
رجل الصدمات
ويرى المحللون أن الخلاف المفاجئ وغير المتوقع بين الرياض وأوتاوا يحمل بصمات ولي العهد محمد بن سلمان (32 عاما) ويظهر أن السعودية "لن تقبل أي انتقاد خارجي وستستمر في استعراض عضلاتها بالخارج، خاصة أن المملكة تتمتع بعلاقات أوثق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
وقال جورجيو كافييرو الرئيس التنفيذي لشركة "غلف ستايت أناليتيكس" الاستشارية في مجال المخاطر ومقرها واشنطن "من الواضح أن هذه الرسالة ليست فقط إلى أوتاوا، بل هي رسالة إلى دول أوروبا وبقية دول العالم أن نقد المملكة العربية السعودية له عواقب".
ويقول محللون إن الخلاف مع كندا جزء من رد فعل أكبر ضد الانتقادات الخارجية، مستشهدين في ذلك بألمانيا التي وجدت نفسها مستهدفة من قبل المملكة في الأشهر الأخيرة بسبب تعليقات مسؤوليها على الحرب التي تقودها السعودية في اليمن.
وقال أيهم كامل رئيس مجموعة الشرق الأوسط في مجموعة أوريسيا إن كندا كان يجب أن تتوقع تداعيات موقفها المطالب بالإفراج الفوري عن النشطاء الحقوقيين المعتقلين في المملكة، خصوصا ما يتعلق برد فعل ولي العهد محمد بن سلمان
ويرى كامل أن السعودية "أرادت أن تكون كندا صندوق بريد رسالة ليست لأوتاوا فقط ولكن إلى الغرب بأكمله، مفادها: لا يمكنك إلقاء المحاضرة علينا".
وهذه ليست المرة الأولى أن تُنتقد السعودية دبلوماسيا بشأن قضية النشطاء الحقوقيين الذين تعتقلهم، فقد استدعت السعودية سفيرها في السويد وتوقفت عن إصدار تأشيرات عمل للسويديين، بعد أن وصف وزير الخارجية السويدي العائلة الحاكمة في المملكة بـ"الديكتاتورية".