الإعلام المصري ينتصر لمحمد صلاح "مرغما"

محمد صلاح - ميدان
صلاح حقق إنجازات عديدة أبرزها تتويجه هدافا للدوري الإنجليزي الموسم الماضي (رويترز-أرشيف)

عبد الرحمن محمد-القاهرة

ما زالت أزمة النجم المصري محمد صلاح مع اتحاد كرة القدم في بلاده يتردد صداها بوسائل الإعلام المصري، حيث تصدرت البرامج الحوارية في القنوات التلفزيونية، كما حظيت بمتابعة واسعة في الصحف والمواقع المحلية.

ومع بداية الأزمة ظهر موقف بعض وسائل الإعلام مناوئا لصلاح بشكل غير مباشر، من خلال نشر رسالة وكيله للاتحاد التي تم تسريبها من قبل بعض أعضاء مجلسه حسب مراقبين، والتركيز على عبارات حادة في الخطاب، مع نشر تصريحات لأعضاء بالمجلس تحمّل صلاح مسؤولية الأزمة وتعتبر مطالبه شخصية وغير مشروعة.

وبدأت الأزمة حين نشر صلاح تغريدة يوم الأحد الماضي، انتقد فيها ما اعتبره تجاهلا من الاتحاد ومسؤوليه لرسائله ورسائل وكيله رامي عباس، لتتلاحق تداعيات الأمر بمؤتمر صحفي هاجم فيه الاتحادُ صلاح ووكيله، ثم رد صلاح بفيديو رفض فيه ما وجه إليه من اتهامات، مستعرضا مطالبه التي أكد أنها مطالب مشروعة لجميع اللاعبين.

غير أن التعاطف الواسع وتأييد نشطاء وشخصيات عامة لموقف صلاح، دفع الإعلام المصري إلى تغيير أسلوب تعاطيه مع الأزمة وتجنب تخطئة صلاح، لكن دون تبني موقفه، وذلك بمحاولة تحميل وكيله مسؤولية تفاقم الأزمة وعدم التوافق بين صلاح والاتحاد.

وتصدرت صحف ومواقع مصرية عناوين تحمل هذا المضمون، منها "فشل محاولات رامي عباس للوقيعة بين محمد صلاح والجبلاية" الذي نشره موقع صحيفة "اليوم السابع"، و"اتحاد الكرة يكشف عن «إهانات» وكيل محمد صلاح" الذي نشرته صحيفة "أخبار اليوم"، و"عباس يحاول الوقيعة بين محمد واتحاد الكرة لمصلحته الشخصية" الذي نشره موقع "صدى البلد".

‪الشارع المصري كان أكثر وضوحا في تأييد محمد صلاح بعد نشر مطالبه‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪الشارع المصري كان أكثر وضوحا في تأييد محمد صلاح بعد نشر مطالبه‬ (الجزيرة-أرشيف)

تحول إعلامي
لكن تأكيد صلاح اللاحق أن خطاب وكيله رامي عباس يعبر عنه بشكل كامل، مع ما اكتسبه ظهوره من زيادة تأييد وتعاطف الشارع المصري، أثمر في نهاية المطاف جنوحا كاملا من قبل الإعلام للاصطفاف مع صلاح، وتحميل الاتحاد مسؤولية الأزمة وضرورة تلبية طلبات النجم المصري.

وشن بعض مقدمي البرامج هجوما حادا على اتحاد الكرة، وأتاح آخرون المجال لمداخلات هاتفية أعلنت الدعم لصلاح وهاجمت الاتحاد، بينما تحدث عضو مجلس الاتحاد خالد لطيف لإحدى القنوات ليؤكد على قناعته بمشروعية مطالب صلاح، وإن أضاف في ذات الوقت أنه "لا يصح أن يتدخل الوكيل رامي عباس بين أب وابنه".

وتبنت صحف مصرية ومنها "الشروق" و"الوطن" و"اليوم السابع" و"الوفد" و"المصري اليوم" موقف صلاح، ومطالبة الاتحاد باسترضائه و"عدم إهانته"، مع اعتبار وكيله "طرفا سلبيا في الأزمة ساهم في تصعيدها، وأنه لا بد من إبعاده عن الصورة، وضرورة معاملة صلاح بشكل مباشر مع الاتحاد".

ولم تغب شماعة جماعة الإخوان عن تناول بعض الصحف للأزمة، حيث اتهمتهم صحيفة "الدستور" باستغلالها عبر "استخدام لجان إلكترونية لتداول تدوينات أو منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تزيد من الأزمة وتنشر أكاذيب بين الطرفين"، وكذلك استخدام منصاتهم الإعلامية المختلفة لتحقيق ذات الغرض.

دعم الشارع
الشارع المصري كان أكثر وضوحا في تأييد نجمه صلاح، خاصة بعد نشره مقطع الفيديو الذي أوضح فيه مطالبه، فبمجرد سؤال مراسل الجزيرة نت رواد أحد مقاهي مدينة "6 أكتوبر" عن محتوى الفيديو وموقفهم منه، تسابق المتواجدون لإبداء دعمهم الكامل لمطالب صلاح مع عبارات لاذعة بحق الاتحاد وأعضائه.

‪عبد العظيم: تعاطف الجماهير أجبر‬ (الجزيرة)
‪عبد العظيم: تعاطف الجماهير أجبر‬ (الجزيرة)

واعتبر بعضهم أسلوب الاتحاد في التعامل مع صلاح ومطالبه، يعبر بشكل واضح عن أسلوب النظام وأجهزته المختلفة مع أي مطالب مشروعة لمواطنين، والذي يظهر في التجاهل وعدم الاكتراث، إلا أن نجومية صلاح ومكانته الدولية حالت دون تمادي النظام في اتباع هذا الأسلوب معه.

ويعتقد الصحفي الرياضي حسن عبد العظيم أن استقرار تعاطي الإعلام المصري على دعم مطالب صلاح، جاء نتيجة طبيعية لما لمسوه من تعاطف كامل من قبل المصريين بشكل عام والجمهور الرياضي بشكل خاص مع النجم المصري، ومن ثم كان لا بد أن يقفوا في صف الطرف المتوقع انتصاره في نهاية الأزمة، حسب تعبيره.

وأشار عبد العظيم في حديثه للجزيرة نت إلى أن الإعلام حاول في البداية جس نبض الشارع المصري عبر دعم موقف الاتحاد الهجومي بحق صلاح، إلا أن إصرار الأخير على موقفه وما ظهر من اصطفاف الجماهير المصرية مع موقفه، دفع أعضاء الاتحاد ذاتهم إلى تغيير خطابهم الإعلامي، والاعتراف بمنطقية مطالب صلاح وحقه فيها.

المصدر : الجزيرة