هل تجاهل القادة العرب القمة الأفريقية بنواكشوط؟
الهيبة الشيخ-نواكشوط
شغل غياب جل قادة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية المنضوية تحت لواء الاتحاد الأفريقي عن قمة الاتحاد بنواكشوط رواد مواقع التواصل الاجتماعي بموريتانيا خلال الساعات الماضية.
ولم يحضر القمة من القادة العرب سوى الرئيس السوداني عمر البشير والجيبوتي إسماعيل عمر جيله والقمري غزالي عثمان، بينما غاب الملك المغربي محمد السادس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والجزائري عبد العزيز بوتفليقة والتونسي الباجي قائد السبسي، والذين غابوا أيضا عن القمة العربية الـ27 التي كانت قد عقدت في نواكشوط أواخر يوليو/تموز 2016.
وكان لافتا أن بعض هذه الدول العربية سحبت ممثليها مبكرا وغادروا نواكشوط، مثل رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج.
انتقاد والتماس أعذار
واستغرب مدونون الغياب اللافت للقادة العرب عن القمة الأفريقية الـ31 المنعقدة بنواكشوط، في حين اتهم آخرون بعض العرب بأنهم يتعاملون مع موريتانيا باستخفاف، بينما رأى البعض أن هذا الغياب له أسباب موضوعية عديدة.
الصحفي عنفار ولد سيدي جاش تساءل في تدوينة على موقع "فيسبوك" عن معيار تسمية موريتانيا، ولماذا تسمى بأنها "دولة عربية" وليست صنهاجية أو زنجية.
من جانبه تحدث المدون لمهابة ولد بلال عما اعتبرها "محاولات للنيل من علاقتنا بأشقائنا العرب"، وشدد عبر صفحته في "فيسبوك" على أن العرب وحدهم هم من يناصر موريتانيا في أزماتها.
أما المدون يسلم المقري فالتمس العذر للقادة العرب الذين غابوا عن قمة نواكشوط، وتحدث عن "كبر سياسي وهاجس أمني وعجز بدني" وراء غياب هؤلاء القادة عن القمة.
وفي حديثه لوسائل الإعلام الأحد، أبدى الناطق باسم الحكومة الموريتانية محمد الأمين ولد الشيخ رضاه عن مستوى تمثيل الدول العربية في القمة، واعتبر أن التمثيل غير المُرْضي هو ما يكون "عن مواقف أو ما ورائيات" على حد قوله.
عجز وتخوف أمني
ويرجح البعض أن تكون الظروف الصحية سببا في غياب قائد السبسي وبوتفليقة، في حين يعزو محللون غياب محمد السادس عن القمة إلى نقاشها ملف النزاع بالصحراء الغربية.
وتحضر المخاوف الأمنية ضمن أسباب غياب السيسي، فقد تحدث الإعلام المصري في الأيام التي سبقت تنظيم القمة العربية عام 2016 عن محاولات لاستهدافه.
وعلق الصحفي الشيخ بكاي في تدوينة على فيسبوك بالقول إن رفض السيسي المشاركة ربما يأتي خشية من اعتقاد المصريين أن سفره استجابة لوسم "ارحل يا سيسي".
وأعاد غياب قادة عرب عن القمة الأفريقية الحديث عن ضعف تمثيل دول عربية في القمة العربية قبل سنتين، حيث لم يحضر حينها سوى أمير الكويت وأمير قطر ورؤساء السودان وجيبوتي واليمن وجزر القمر.
وحسب إحصائيات السكان، فإن العرب يمثلون أكثر من 34% من مجموع سكان القارة الأفريقية، بينما يمثل عرب الدول الأفريقية 68% من سكان العالم العربي.
ومن حيث المساحة الجغرافية فإن 71% من مساحة العالم العربي توجد بأفريقيا، في حين تبلغ نسبة المسلمين من بين مجموع سكان القارة الأفريقية أكثر من 51%.