تساؤلات بشأن مصير إدلب

قوات عسكرية تركية في شمال سوريا - لتقرير ماذا ينتظر إدلب -رامي الخلف
قوات تركية في إدلب بموجب اتفاق أستانا (الجزيرة)

صهيب الخلف-غازي عنتاب

تعود التساؤلات بشأن مصير إدلب لتطفو على السطح مجددا بعد نجاح جيش النظام والمليشيات الموالية له في السيطرة على معظم محافظة درعا جنوبي البلاد، بينما تتفاءل مصادر من المعارضة بما تقدمه تركيا من تطمينات.

ولعل أنقرة استشعرت الخطر الكبير الذي يحيق بإدلب المجاورة لحدودها وبقرابة أربعة ملايين شخص يقطنونها، فسارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للاتصال بنظيره الروسي فلاديمير بوتين محذرا من انهيار جوهر اتفاق أستانا إذا ما هاجم جيش النظام إدلب، بحسب مصادر في الرئاسة التركية.

وتلقى سكان إدلب، الذين يعيشون حالة قلق بالغ، أنباء تحذيرات الرئيس التركي بترحيب كبير، فمحافظتهم باتت آخر المناطق التي تمثل معقلا للثورة السورية، وقد عاشوا لمدة طويلة خارج حكم نظام بشار الأسد

وبحسب مصادر في المعارضة السورية فإن المعارضة تجري اتصالات مكثفة مع الجانب التركي وتعقد قياداتها العسكرية والمدنية لقاءات مكوكية مع مسؤولين أتراك ومع مكتب أردوغان.

‪محمد الأحمد: فصائل المعارضة ستكون مستعدة لمواجهة النظام‬ (الجزيرة)
‪محمد الأحمد: فصائل المعارضة ستكون مستعدة لمواجهة النظام‬ (الجزيرة)

تطمينات
وفي تصريح للجزيرة نت، قال وزير الاقتصاد فيما تعرف بحكومة الإنقاذ المهندس محمد الأحمد إن أنقرة طمأنت المعارضة السورية من خلال تأكيدها أن الجانب الروسي سيلتزم بتعهداته حيال منطقة إدلب في اتفاقية أستانا، وأن تركيا ستقف مع المعارضة بقوة إذا هاجم النظام إدلب.

ولفت الأحمد إلى أن فصائل المعارضة ستكون مستعدة لمواجهة النظام، وأنها تملك الكثير من الأوراق في حال المواجهة العسكرية، كما أكد أن الجانب التركي تعهد بتقديم مساعدات كبيرة على صعيد الخدمات والاقتصاد لمنطقة إدلب في المرحلة القادمة.

من جانبه قال الباحث في مركز عمران الإستراتيجي ساشا العلو إن الوضع في إدلب سيبقى مرهونا لتوافقات دولية وإقليمية مع أخذ الوضع الإنساني والجغرافي والفصائلي لإدلب بعين الاعتبار، مشيرا إلى إمكانية فرض تسوية جديدة مختلفة تماما عن المناطق السورية السابقة لا تخرج عن البوصلة الروسية في النهاية، بحيث يضبط فيها وضع الفصائل والسلاح والمعابر والطرق الدولية والمؤسسات. 

وأوضح العلو أن جميع السيناريوهات لا تزال مطروحة لأن السياسات الإقليمية والدولية تجاه الملف السوري أصبحت خاضعة للصفقات، وأنه لا يمكن انطلاقا من ذلك التنبؤ بمواقف الدول المعلنة، حيث لم تلتزم جميع الدول إزاء الملف السوري بنهج ثابت أو بخطوطها الحمر، حسب قوله.

ولم يستبعد الباحث السوري أن تتولى تركيا مسؤولية ضبط المنطقة بفصائلها وسلاحها وفق تركيبة جديدة بالتنسيق مع الروس، وبشكل يجنب المحافظة كارثة إنسانية.

المصدر : الجزيرة