السلطات الفرنسية تمنع سفن الحرية من الرسو بباريس

هشام أبو مريم-باريس

منعت السلطات الفرنسية الأحد "سفن الحرية" لكسر الحصار عن غزة من الرسو على ضفاف نهر السين في باريس، في حين استنكرت منظمات حقوقية وشخصيات سياسية فرنسية الخطوة، معتبرين إياها "فضيحة ورضوخا غير مقبول" للوبي الصهيوني في فرنسا.

وضربت قوات الأمن طوقا أمنيا كثيفا حال دون لقاء مئات الفرنسيين بناشطين أوروبيين على متن أسطول الحرية، حيث كان من المقرر تنظيم حفل استقبال على شرفهم قرب أحد المرافئ في نهر السين بحضور شخصيات حقوقية وسياسية فرنسية، إضافة إلى السفير الفلسطيني لدى فرنسا سليمان الهرفي.

ورافقت قوارب عدة تابعة لقوات الشرطة الفرنسية السفينتين الأوروبيتين إلى خارج باريس، ومنعتهما من الاقتراب من اليابسة، مما اضطر الناشطين الأوروبيين إلى التوجه لمدينة ليون وسط فرنسا، وبعدها سيواصلون رحلتهم نحو ميناء مدينة مرسيليا جنوبي البلاد.

‪ناشطون أوروبيون ينتظرون على ضفاف نهر السين قدوم سفن كسر الحصار عن غزة‬ (الجزيرة)
‪ناشطون أوروبيون ينتظرون على ضفاف نهر السين قدوم سفن كسر الحصار عن غزة‬ (الجزيرة)

انحياز فرنسي
وأمام حشد غفير من الناشطين، قال رئيس منظمة "التضامن.. فرنسا فلسطين" برتارن هيلبران إنه يشعر بالعار والخزي من سلطات بلاده بسبب قرارها منع السفن من الرسو في باريس، معتبرا أنها تواصل الانحياز بشكل سافر وغير أخلاقي لإسرائيل من خلال الإذعان لكل مطالبها، وذلك بعد أيام قليلة بعد استقبالها مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، حسب وصفه.

أما عضو البرلمان الفرنسي إيريك كوكريل الذي حضر للمشاركة في المظاهرة، فوصف منع السفن بالفضيحة التي تضاف لفضيحة استقبال نتنياهو قبل أيام من ارتكابه مجزرة مروعة بحق عشرات الفلسطينيين، حسب تعبيره.

وفي حديث للجزيرة نت، قال فرانسوا صوتوري، وهو ناشط حقوقي وأحد منظمي المظاهرة، إن سفيرة إسرائيل لدى فرنسا وعددا من الصهاينة مارسوا ضغوطا قوية على الحكومة الفرنسية وعلى بلدية باريس لإلغاء حفل الاستقبال.

وأضاف أن قوات الأمن اقتحمت السفينتين على مشارف نهر السين وفتشتها بالكامل، كما اشترطت على الناشطين عدم رفع الأعلام الفلسطينية أو اللافتات الداعمة لكسر الحصار عن غزة لدى عبورهم النهر.

وكشف صوتوري أن عمدة مدينة لاروشيل الساحلية ألغى بدوره يوم السبت حفل استقبال للسفينتين بسبب ضغوط قوية مورست عليه من طرف السفارة الإسرائيلية في باريس.

‪الناشطون رفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعو لكسر الحصار عن غزة‬ (الجزيرة)
‪الناشطون رفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعو لكسر الحصار عن غزة‬ (الجزيرة)

تواطؤ فرنسي
في السياق نفسه، اتهم جان غي غريل سامير عضو "الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام" المعادي للصهيونية، الحكومة الفرنسية بالتواطؤ مع حكومة "استعمارية وفاشية" تضرب بعرض الحاط كل المواثيق والقرارات الدولية.

وأوضح سامير للجزيرة نت أنه يتوجب على الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على إسرائيل من أجل إرغامها على الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وإنهاء حصار غزة.

بدورها قالت عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي أستيل بن باسة للجزيرة نت إنه من غير المقبول ومن غير المعقول أن تمنع سفن متضامنة بشكل سلمي مع غزة من الرسو في باريس، وأوضحت أنها تعمل باستمرار مع عدد من زملائها بمجلس الشيوخ للضغط على الرئاسة الفرنسية بهدف الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، ورفع الحصار عن غزة.

يشار إلى أن أربع سفن تحمل على متنها عشرات الناشطين الأوروبيين بدأت رحلتها من الدانمارك قبل شهر لتواصل جولتها في مختلف الموانئ الأوروبية من أجل حشد الدعم الشعبي والسياسي لصالح رفع الحصار عن غزة، قبل التوجه ضمن أسطول كبير سينطلق من إيطاليا نحو شواطئ غزة في منتصف يوليو/تموز القادم.

المصدر : الجزيرة